وكان شنقه بعد المغرب ، فى ليلة الخميس الخامس عشر من ذى الحجة ، سنة ست عشر وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة.
وكانت أدعية الحجاج عليه كثيرة فى موسم هذه السنة ، بسبب كثرة زيادته عليهم فى أمر المكس ، فأصيب مع المقدور بسبب دعائهم ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، كما صح عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
ومن الأسباب التى أصيب بها ، أنه كان قليل المراعاة لبعض أخصاء مخدومه ، لظنه أن الكلام فيه لا يقبل ، بسبب نهوضه بما لا ينهض به غيره من الخدم ، وكان يظهر له مع ذلك فساد ظنه ، وهو لا يعتبر ، وتمادى فى ذلك إلى أن أدركه ما عليه قدر. وكان له إلمام بمذهب الزيدية ، وحظ فى التجارة. وبلغ ستين سنة ؛ لأنه ذكر لى أنه ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة.
٨٧١ ـ جابر بن محمد بن عبد العزيز بن العربى ، افتخار الدين أبو محمد ابن أبى عبد الله الخوارزمى الكاثى ـ بكاف وألف وثاء مثلثة ـ نسبة إلى بلد من أعمال خوارزم ، الحنفى الصوفى :
قدم مكة ، وقرأ بها على الشيخ فخر الدين التوزرى صحيح البخارى ، فى سنة أربع وستمائة ، وتكلم على أماكن فيه من جهة العربية. ذكر أنه رأى الناس يغلطون فيها ، ولا يذعنون فيها للصواب ، جريا منهم على عادة المحدثين فى بقائهم على كلام السلف ، وجمع فى ذلك ورقة رأيتها بخطه ، قرأها عليه القاضى جمال الدين بن فهد الهاشمى ، وكتب السماع عليها بخطه ، ووصفه بالإمام العلامة ، نزيل حرم الله ، فاستفدنا من هذا أنه سكن مكة.
ووجدت بخط التوزرى نحوا من ذلك ، فى بعض سماعاته عليه.
ووجدت بخط القطب : أنه أقام بالقدس مدة ، ودرس فيها بمدارس الحنفية. وتولى مشيخة الخانقاة الركنية بالقاهرة ، وعزل عنها ، ثم تولى مشيخة خانقاة الأمير علم الدين الجاولى بالكبش ، قال : وهو فاضل حسن الشكل ، مليح المحاضرة.
ووجدت بخط الشيخ محيى الدين عبد القادر الحنفى : أنه تفقه على خاله أبى المكارم محمد بن أبى المفاخر الخوارزمى ، وقرأ المفصل والكشاف على أبى عاصم الإسفندرى ،
__________________
٨٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٢٣٣ رقم ٨٠ ، الدرر ٢ / ٦٨ رقم ١٤٣٥ ، المنهل الصافى ٤ / ٢٠٤).