وقال الزبير بن بكار : وحدثنى سعيد بن هاشم ، أحد بنى قيس بن ثعلبة. قال : ثنا يحيى بن سعيد بن سالم القداح عن أبيه ، عن ابن جريج عن عطاء ، قال : لا أحسبه إلا رفعه إلى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليلة قربه مكة فى غزوة الفتح : «إن بمكة لنفر أربا بهم عن الشرك ، وأرغب بهم فى الإسلام : عتاب بن أسيد ، وجبير بن مطعم ، وحكيم بن حزام ، وسهيل بن عمرو».
وقال الزبير : حدثنى عمر بن أبى بكر المؤملى ، عن زكريا بن عيسى ، عن ابن شهاب : أن عمرو بن العاص ، وأبا موسى الأشعرى ، اختلفا فى حكمهما ، لا يدعوه عمرو بن العاص إلى شىء إلا خالفه. فلما رأى ذلك عمرو ، قال له : هل أنت مطيعى ، فإن هذا الأمر لا يصلح لنا أن ننفرد به ، حتى يحضره رهط من قريش ، ثم نستعين بهم ونستشيرهم فى أمرنا ، فإنهم أعلم بقومهم. فقال له : نعم ما رأيت ، فابعث إلى من شئت منهم ، فبعث إلى خمسة رهط من قريش : عبد الله بن عمر ، وأبى الجهم بن حذيفة ، وعبد الله بن الزبير ، وجبير بن مطعم ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وكتب إليهم أن أقبلوا حين تنظرون فى كتابنا هذا ، فإنه لا يحبسنا أن نحكم بين الناس غيركم ، فانطلقوا يسيرون حتى قدموا عليه بدومة ، فوجدوهما جالسين بباب المدينة ، فى حديث يطول. انتهى.
وقال مصعب الزبيرى : كان جبير بن مطعم من حلماء قريش وسادتهم ، وكان يؤخذ عنه النسب.
قال ابن إسحاق عن يعقوب بن عيينة : كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة ، وكان يقول : إنما أخذت النسب عن أبى بكر الصديق. وكان أبو بكر رضى الله عنه من أنسب العرب.
وقال الزبير : حدثنى سعد بن هاشم البكرى ، ثم أحد بنى قيس بن ثعلبة ، عن يحيى بن سعيد بن سالم القداح قال : أول قرشى لبس تاجا : جبير بن مطعم اشتراه من غنائم العجم بألفى درهم ، قال : لا أحسبه إلا قال من : حلوان أو جلولاء الوقيعة.
وقال ابن عبد البر : يقال إن أول من لبس طيلسانا بالمدينة : جبير بن مطعم ، قال : وذكره بعضهم فى المؤلفة قلوبهم ، وممن حسن إسلامه منهم. انتهى.
وقال النووى : له عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ستون حديثا ، اتفق البخارى ومسلم على ستة ، وانفرد البخارى بثلاثة ومسلم بحديث واحد. انتهى.