وفى سنة إحدى وخمسين ، ابتدأ فى عمل الخندق الذى حول السور ، ومات ولم يكمله.
وكان موته فى الثامن عشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ، ووليها بعده فضل ابن قاسم بن جماز ، واستمر فى الولاية إلى أن مات بعد تمرض شديد فى سادس عشرى ذى القعدة سنة أربع وخمسين ، وهو الذى أكمل الخندق الذى عمله سعد بن ثابت ، ثم وليها بعده مانع بن على بن ودى بن جماز.
واستمر حتى عزل بجماز بن منصور بن جماز بن شيحة. واستمر جماز حتى قتل فى الحادى والعشرين من القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، قتله فداويان ، لما حضر لخدمة المحمل الشامى ، على عادة أمراء الحجاز ، ثم ولى بعده أخوه عطية بن منصور ، ووصله التقليد والخلعة ، فى ثامن شهر ربيع الآخر سنة ستين وسبعمائة.
واستمر حتى عزل بابن أخيه هبة بن جماز بن منصور فى سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ، ثم ولى عطية فى موسم سنة اثنتين وثمانين ، بعد مسك ابن أخيه هبة بمكة ، واستمر عطية حتى مات فى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالمدينة. وفيها مات هبة بعد إطلاقه بالفلاة عند أهله ، ووليها بعد عطية ، جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسينى ، واستقل بها حتى شاركه فى الإمرة بالمدينة ، ابن عم أبيه محمد بن عطية بن منصور ، فى سنة خمس وثمانين ، ثم تغلب عليها جماز ، وانفرد بالإمرة ، ثم عزل منها فى سنة سبع وثمانين ، بمحمد بن عطية ، واستمر محمد بن عطية حتى مات فى أحد الجمادين سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، فوليها جماز ، ودخلها بعد كسر رجله ومحاربة على ابن عطية له ، ثم انتزعت منه ليلا فى غيبته عنها ، فى أحد الربيعين سنة تسع وثمانين ، ووليها ثابت بن نعير ابن منصور بن جماز الحسينى. واستمر بها إلى صفر سنة خمس وثمانمائة ، فوليها جماز بن هبة ، بعد اعتقاله بالإسكندرية من سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، ودخلها فى جمادى الآخرة من سنة خمس وثمانمائة ، وسر به أهلها ، لما فيه من إعلاء كلمة أهل السنة.
واستمر على ولايته حتى عزل عنها فى ربيع الأول من سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالأمير ثابت بن نعير بن منصور ، لما سأل فى ذلك الشريف حسن بن عجلان بن رميثة الحسنى ، صاحب مكة فى عصرنا ، وجعل صاحب مصر الناصر فرج ، لابن عجلان هذا ، النظر على ثابت وصاحب ينبع ، وجميع بلاد الحجاز. وكتب له عنه توقيع بنيابة أقطار الحجاز ، ولم يصل الخبر بذلك ، إلا بعد وفاة ثابت بن نعير.