فأنكر ذلك أهل الموسم ، فبلغ ذلك عبد الملك ، فعزله وكتب إليه يؤنبه فيما فعل. فقال : «ما أهون والله غضبه إذا رضيت عائشة ، والله لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل لأخرت الصلاة إلى الليل». انتهى.
وقد ذكر الزبير بن بكار بعض شعر الحارث بن خالد ، الذى أنشأه لعبد الملك ؛ لأنه قال بعد أن ذكر قصته مع عبد الملك : وقال (٣) [من الطويل] :
عطفت عليك النفس حتى كأنما |
|
بكفيك بؤسى أو لديك نعيمها (٤) |
كأنى وإن أقصيتنى من ضراعة (٥) |
|
ولا افتقرت نفسى إلى من يسومها |
ومن شعر الحارث بن خالد هذا على ما وجدت فى حاشية نسختى من الجمهرة [من الكامل] :
لمن الديار رسومها قفر |
|
لعبت بها الأرواح والقطر |
ومن شعره ، على ما ذكر الزبير ، فى امرأته أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص ، وكان خلف عليها بعد عبد الله بن مطيع العدوى ، وولدت لابن مطيع محمدا وعمران (٦) [من البسيط] :
يا أم عمران مازالت وما برحت |
|
بنا الصبابة حتى مسنا الشفق (٧) |
القلب تاق إليكم كى يلاقيكم |
|
كما يتوق إلى منجاته الغرق |
تعطيك شيئا قليلا وهى خائفة |
|
كما يمس بظهر الحية الفرق (٨) |
انتهى.
قال الزبير بن بكار فى ترجمة الحارث بن خالد هذا : وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذى يقول (٩) [من البسيط] :
من كان يسأل عنا أين منزلنا |
|
فالأقحوانة منا منزل قمن |
__________________
(٣) فى الأغانى ٣ / ٣١٤.
(٤) فى الأغانى : «يكفيك بؤسى أو عليك نعيمها».
(٥) فى الأغانى : «وما بى وإن أقصيتنى من ضراعة».
(٦) الأبيات فى الأغانى ٣ / ٣٢٧.
(٧) فى الأغانى : «بى الصبابة حتى شفى الشفق».
(٨) فى الأغانى :
تنيل نزر قليلا وهى مسفقة |
|
كما يخاف مسيس الحية الفرق |
(٩) انظر الأغانى ٣ / ٣٢٢.