فى قدومه إليه ، لأخذ ما جمعه من الزكاة فلقيه قبل أن يبلغ المدينة بعث من رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، فسألهم فأخبروه أنهم بعثوا إليه ؛ لأن الوليد بن عقبة بن أبى معيط ، زعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله ، فحلف أنه لم يره ولا أتاه.
فلما دخل الحارث على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حلف له كما حلف للبعث ، قال : ولا أقبلت إلا حين احتبس عنى رسولك ، حسبت أن تكون كانت سخطة من الله تعالى ومن رسوله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [الحجرات : ٦].
والحديث الذى لخصنا هذا منه ، فى كتاب ابن الأثير ، كما هو فى المسند (١).
٩٣٥ ـ الحارث بن أبى ضرار ، وهو حبيب ، ابن الحارث بن عائذ بن مالك بن جذيمة ، وهو المصطلق ، بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعى المصطلقى ، أبو جويرية بنت الحارث أم المؤمنين :
كان سبب إسلامه ، أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، أخبره عن بعيرين خبأهما الحارث فى بعض شعاب العقيق ، من الإبل التى قدم بها لفداء ابنته جويرية ، حين سبيت مع سبايا بنى المصطلق. ولما أخبر النبى صلىاللهعليهوسلم بذلك الحارث ، أسلم ابنان له وناس من قومه.
ذكره ابن الأثير بمعنى ما ذكرناه ، وقال : هذا الحارث. أخرجه أبو على الغسانى ، مستدركا له على أبى عمر ، وذكره ابن إسحاق. انتهى.
وذكره الذهبى ، فقال : الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك ابن المصطلق ، وهو جذيمة ، الخزاعى ، والد جويرية ، أم المؤمنين. وذكره هكذا الذهبى فى التجريد ، وقال : استدركه أبو على الغسانى وحده ، وأنه أسلم هو وابناه وطائفة.
قال ابن عبد البر : الحارث ابن ضرار ، ويقال ابن أبى ضرار المصطلقى ، وأخشى أن يكونا اثنين.
__________________
(١) أخرجه أحمد فى المسند بمسند الكوفيين حديث رقم (١٧٩٩١) من طريق : محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثنا أبى أنه سمع الحارث بن أبى ضرار الخزاعى ، قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعانى إلى الإسلام فدخلت فيه وأقررت به فدعانى إلى الزكاة فأقررت بها ...... فذكره.
٩٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٤٩٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٠٣٩ ، الإصابة ترجمة ١٥٧٦).