درهم ، على أن لا يخالف عليهم ولا يخالفون عليه ، إلى انقضاء السنة ، وانقضاء شهر المحرم بعدها ، وضمن عليه وعليهم جماعة من بنى حسن.
وقدم التجار إلى مكة ، وسافروا منها فى المحرم من سنة ثمانمائة فى قافلتين ، كل قافلة أزيد من ألف جمل. وصحبهم السيد حسن فى مسيرهم إلى جدة ، وحاطهم بالحراسة حتى ركبوا إلى بلادهم ، وأعطى الأشراف ما التزم لهم به ، وصالحهم فى ربيع الأول فيما أحسب ، من سنة ثمانمائة إلى انقضاء سنة ثمانمائة ، والتزم لهم على ذلك تسعين ألف درهم.
فلما كان قبل يوم التروية بليلة أو ليلتين ، توجه حسن بأمراء الحاج كلهم ، وجماعة من الترك والمغاربة ، إلى وادى مرّ ، لقصد الأشراف بسبب سوء بلغه عنهم ، فيما قيل ، فانهزموا إلى الهدة ، وما ظفروا إلا بأحمد بن فيّاض بن أبى سويد ، فقتل. وعادوا إلى مكة.
وفى آخر سنة ثمانمائة قبيل الموسم ، كحل بعض غلمان ذوى عمر ، لتنجيله بعض الجلاب قبل بلوغها ساحل جدة. وحصل من ذلك رعب فى قلوب بنى حسن ، وما جسر أحد على أن ينجل قبل جدة ، إلا فى الوقت الذى أذن فيه حسن ، وهو هلال ذى الحجة ، وما قرب منه بأيام يسيرة.
وفى هذه السنة ، حج من اليمن فى البر ناس كثير ، مع محمل أنفذه الملك الأشرف صاحب اليمن ، وعليهم أمير من جهته ، وعضدهم محمد بن عجلان أخو حسن. وكان قدم اليمن فى هذه السنة ، وناله برّ طائل من الأشراف ، وأصاب الحجاج هؤلاء فى إقبالهم إلى مكة بالقرب منها ، عطش عظيم هلك فيه فيما قيل ألف نفس ، وتوجه المحمل ومن معه ، وفى خدمته السيد محمد لليمن ، فى ثانى عشرى ذى الحجة من السنة المذكورة. وكان قد انقطع المحمل من اليمن من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
وفى سنة إحدى وثمانمائة ، تغير القواد الحميضات عليه ، لطمعهم فيما حصله من الخيل والدروع ، وما ظفروا منه بقصد ؛ لأنه لما ظهر له ذلك منهم ، وصل إليه فى جمادى الآخرة من السنة المذكورة ثلاثة نجابة. وأخبروا أن الأمير بيسق أمير الحاج فى سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، وصل إلى مكة فى جماعة من الترك ، وأنه يتوجه فى سنة إحدى وثمانمائة. ووصل إليه مع النجّابة المخبرين بذلك ، خلعتان من قبل السلطان ، فلبسهما وقرئ كتاب السلطان بالمسجد الحرام ، فتخوف الحميضات منه ، ومن الترك الواصلين