الناس ، وسمى جماعة ، منهم الشيخ موسى ـ يعنى المناوىّ ـ استحسنوا أن يكون هناك ما يستظل به الناس ، وإنا أرسلنا بخيام يستظل فيها الناس ، فأمر بنصب الخيام ، فنصبت حول المطاف مدة قليلة ، ثم صارت إليه. وكان فى نصبها ضرر لما يحصل للناس من العثار فى حبالها. وكان نصبها بعد سفر الحاج المصرى من مكة.
وفى هذه السنة أيضا ، مكن المصريين من القبض على أمير الحاج الشامى ، بسؤالهم له فى ذلك. وصورة ما فعل ، أنه أتى إلى أمير الشامى ، فى جماعة من أصحابه. وهو عند مقام الخليل لصلاة الطواف ، فى نفر قليل جدا. فقال له : تذهب تسلّم على أمير الحاج المصرى. فقال له : فى غير هذا الوقت ، فما مكّنه حسن من ذلك ، ومضى به إلى أمير الحج المصرى ، فقّيد.
وفى سنة إحدى عشرة وثمانمائة فى المحرم. ندب القائد سعد الدين جبروه إلى مصر بهدية طائلة ، ليسعى له فى أن يكون ولده السيد أحمد شريكا لأخيه بركات فى إمرة مكة. فأجيب إلى ذلك. وولى حسن نيابة السلطنة بالأقطار الحجازية ، وذلك فى العشر الوسط من ربيع الأول سنة إحدى عشرة. ووصل إليه رسوله بغتة فى النصف الثانى من ربيع الثانى من السنة المذكورة ، ووصل معه خلعة للمذكور ، وخلعتان لولديه ، وكتاب من السلطان يشهد بولايتهم لما ذكر.
وفى آخر ربيع الآخر منها : ولى إمرة المدينة لعجلان بن نعير بن جمّاز بن منصور ، عوض أخيه ثابت بن نعير. وكان قد عاد لإمرة المدينة. وعزل عنها جماز ، وما وصلت ولايته إلا بعد موته ، وبعث حسن إلى جماز يعلمه بعزله ، وينهاه عن التعرض لما فى حاصل الحرم ، فكان ذلك سبب إغرائه ؛ لأنه نهب ما فى حاصل الحرم. وخرج من المدينة قبل أن يصل إليها عجلان ، وكان حسن أمره بالمضى إليها ، فمضى على طريق الشرق ، ليضم إليه جماعته ، ويسير بهم إلى المدينة ، وبعث حسن ابنه أحمد فى جماعة من بنى حسن إلى المدينة على طريق الجادة ، فوصلوها بعد خروج جماز منه.
ولما دخل عجلان إلى المدينة ، صار الخطيب بها يدعو للسيد حسن على المنبر فى الخطبة قبل عجلان وبعد السلطان. واستمر له الدعاء فى الخطبة وبعد المغرب على سدّة المؤذنين ، إلى أن زالت ولاية عجلان ، فى وقت وصول الحاج الشامى للمدينة ، فى النصف الثانى من ذى القعدة فى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة.
وفى سنة إحدى عشرة وثمانمائة ، نزل السيد حسن بعرفة مدة ، ثم مضى إلى جهة اليمن ، حتى بلغ مكانا يقال له البديح.