خيلا كثيرة وإبلا وغنما ، وأتاه إلى هناك جماعة من القواد العمرة يسألونه فى المسير إلى مكة ، وتمكينه من جدة فتوقف ، ثم أتى مكة فى آخر شوال من هذه السنة.
وكان وصوله إليها من صوب اليمن مع مقبل فى آخر جمادى الأولى ، من هذه السنة ، وبعد ذلك بنحو جمعة ، كان توجهه لنخلة ، ووافاه بمكة وقت وصوله من اليمن كتاب من مصر ، من مولانا السلطان الملك الأشرف برسباى صاحب مصر والشام ، يخبر فيه بأنه بويع بالسلطنة بمصر ، فى ثامن ربيع الآخر من هذه السنة ، وهى سنة خمس وعشرين وثمانمائة ، وأنه رسم بترك تقبيل الأرض بين يديه تعظيما لله تعالى.
وكان مولانا السلطان المشار إليه ، يدبر قبل ذلك دولة الملك الصالح محمد بن الملك الظاهر ططر ، وله نحو عشر سنين ، وكان قد بويع بالسلطنة قبيل موت أبيه.
وكان موت أبيه فى رابع ذى الحجة ، سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمصر ، بعد وصوله إليها من البلاد الشامية ، وكانت مدة سلطنة الصالح أربعة أشهر وأربعة أيام ، ومدة سلطنة أبيه ثلاثة أشهر وخمسة أيام ، ومدة سلطنة المظفر أحمد بن المؤيد سبعة أشهر واثنان وعشرون يوما ، وكان له من العمر نحو سنتين وقت سلطنته وهو حى ، وكذا الصالح.
وما زال الشريف حسن يسعى حتى بان عن رميثة أكثر من كان معه ، وقصد رميثة ومن معه لصوب جدة ، إلى مرّ الظهران ، ودخل فى طاعته ممن مع رميثة ، ميلب ابن على ابن مبارك وغيره.
واستولى الشريف حسن على جدة ، ومضى رميثة ومن معه من الأشراف آل أبى نمى والمولدين من أبناء عبيد جده عجلان إلى ينبع ، وأعانوا صاحبها مقبل فى حروب بنى أخيه وبير بن مخبار ، فإن عقيل بن وبير ، مضى فى أثناء سنة خمس وعشرين لمصر ، وولّى بها نصف إمرة ينبع ، وبدا من عمه تقصير فى حق صاحب مصر.
فلما وصل الحجاج من مصر لينبع ، فى ذى القعدة من هذه السنة ، بان مقبل عن ينبع ، وبعد رحيل الحجاج من ينبع لمكة بأيام ، جمع وحشد لحرب بنى أخيه ، وتكررت بينهم الواقعات ، ونالوا منه أكثر مما نال منهم ، وأعانهم فى بعضها الحجاج المصريون ، بعد عودهم من الحج والزيارة للمدينة النبوية.
وكان مقبل فى هذه الوقعة غافلا عنهم فبيّتوه سحرا ، وبالجهد إن نجا ، ونهبت حلته. وفيها له نقد طائل فيما قيل وإبل كثيرة.