وفى السابع والعشرين من هذا الشهر ، وصل الخبر لمكة ، بوصول ابن عنان والعسكر إلى ينبع.
وفى ثالث جمادى الأولى ، وصل الخبر بمسيرهم من ينبع.
وفى ليلة الخميس سادس جمادى الأولى من السنة المذكورة ، دخل إلى مكة كثير من العسكر المصرى وغيرهم ، فطافوا بالبيت الحرام ، وخرجوا إلى ظاهر مكة ودخلها العسكر والشريف علىّ بن عنان بمن انضم إليه من الأشراف والقواد العمرة والحميضات والمولدين المنسوبين لعجلان وابنه ، وهم فى تجمّل عظيم ضحوة يوم الخميس المذكور. وانتهى السيد على والأميران قرقماس وطوخ إلى المسجد الحرام. فطاف السيد علىّ بالكعبة المعظمة سبعا ، والمؤذن يدعو له على زمزم ، وعليه خلعة الإمرة. وقد لبسها قبل دخوله إلى مكة ، وقرئ توقيعه بولايته لإمرة مكة ، بظل زمزم بعد فراغه من الطواف. وكان الجمع وافرا.
وفى التوقيع : أنه ولى إمرة مكة عوض الشريف حسن بن عجلان ، وهو مؤرخ بنصف شهر ربيع الأول من السنة المذكورة ، ونودى للناس بالأمان ، ولمن دخل فى طاعته من الأشراف والقواد والمولدين ، ومن لم يدخل فى طاعته فلا أمان له بعد شهر ، وركب من باب الصفا ، ودار البلد بالخلعة ودعى له فى الخطبة ، فى يوم الجمعة سابع جمادى الأولى.
وفى ليلة الجمعة المذكورة على زمزم بعد المغرب ، وأعيد فيها الدعاء لصاحب اليمن الملك الناصر ، وفى الخطبة فى يوم الجمعة المذكور. وكان ذلك قد ترك فى أول ذى الحجة من السنة الماضية.
وفى يوم السبت ثامن جمادى الأولى ، توجه السيد على بن عنان والعسكر إلى جدة ، لتنجيل مركب وطراد ، وصلا إليها من كاليكوط بالهند ، مجوّرين على عدن ، فنجلا ذلك ، ورفقوا بالقادمين كثيرا ، وكان العسكر الواصل من مصر ، مائة وأربعة عشر فارسا ، وخيلهم كذلك ، وانضم إليهم من ينبغ الأمير قرقماس بمن معه من الترك وغيرهم وولاه ينبع ، وعادوا من جدة إلى مكة فى سابع جمادى الآخرة.
[وفى اليوم الرابع عشر من ذى الحجة سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، بعد أن تكاملت جميع الركوب فى المحطة بمكة ، توجه السيد علىّ بن عنان وصحبته الأمير قرقماس وأحمد الدوادار ، والمماليك السلطانية ، صوب الشريف حسن بن عجلان ؛ لأنه بلغهم أنه نازل