ولم يكن لأحد من أمراء مكة بعد أحمد بن عجلان من الحشمة مثل ما للسيد حسن ابن عجلان. وله من العقار بمكة أكثر مما كان لأخيه أحمد ، وملك من العقار بوادى مرّ ، قريبا مما ملك أخوه أحمد ، وملك من العبيد نحو خمسمائة فيما قيل ، ولم يكن لأخيه على من العقار ولا من العبيد مثل ماله ، ولا قاربه على فى ذلك ولا فى السلاح ، وقد رزق حسن منه أشياء حسنة ، وأشك فى تساويهما فيما ملكاه من الخيل. وأما عنان ، فلعله ملك من الخيل مثلهما أو قريبا مما ملكاه ، ولم يكن له كثير شىء من العقار ولا من العبيد.
واتفق للسيد حسن مع بنى حسن من القوة عليهم ، ما لم يتفق لأحد ممن تقدمه من أمراء مكة الأشراف من آل أبى نمى فيما علمناه ؛ لأنه أمرهم بترك معارضته فى عناياهم ، وذلك أن لكل من بنى حسن أو أكثرهم صاحبا من تجار مكة وغيرهم ، وله على التاجر نفع ، يأخذه منه فى كل سنة. فإذا أراد صاحب مكة أو أحد من بنى حسن التعرض للتاجر المذكور بطمع ، منع صاحبه من ذلك ، وما استطاع أحد من القواد يخالف ما أمر به حسن فى ترك العنايا ، وأمرهم أيضا أن لا يجيروا فى أمر يريده إلا برضاه. فما خالف أحد أمره. وكان الذين أمرهم بترك العنايا والجيرة ، والقواد والعمرة والحميضات دون الأشراف ؛ لأن الأشراف لم يكونوا يطمعون بذلك معه. وكانوا يقنعون منه بالمسالمة وتمكينه لهم من سكن البلاد ، بخلاف القواد ، فإنهم كانوا متمكنين من السكنى معه ، ومشاركين له فى أمره ، ولكنهم قل أن يخالفوه فى أمر ، إلى أن حصل التنافر بينه وبين ابن أخيه ، فكان يقع من بعضهم ما يخالف هواه.
ومما يحمد من خصائله ، أنه كان لمصالح الحجاج والمجاورين يرعى ، فوجدوا بولايته راحة ونفعا.
ومنها : أنه فى آخر سنة سبع عشرة وثمانمائة ، تطوع بمائتى مثقال لعمارة رباط رامشت ، فأزيل بذلك غالب ما كان فيه من الشعث ، وصار حسنا. وللسيد حسن صدقات أخر وصلات تشك. وفيه صبر كثير واحتمال وحياء ومروءة عظيمة ، فالله تعالى يزيده فضلا ويسدده إلى الخير ويرشده. وللشعراء فيه مدائح كثيرة حسنة. وممن أكثر فى مدحه الوالد رحمهالله تعالى ، وله فيه قصائد [........](/).
٩٩٦ ـ الحسن بن على بن الحسن ، أبو على ، المعروف بابن العسال :
روى عن أبى القاسم ميمون بن القاسم بن أبى الأصبع ، وعمر بن محمد بن على القيسىّ.
__________________
(٨) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.