من البلاد ، فتسلمها السلطان وراجح معه ، ورد السلطان على أهل الحجاز جميع أموالهم ونخلهم جميعا ، وما كان أخذ من الوادى جميعه ، ومن مكة من الدور.
وولى راجحا حلى ونصف المخلاف ، واستناب السلطان على مكة الأمير نور الدين عمر بن على بن رسول ، ورتب معه ثلاثمائة فارس ، وحج فى هذا العام الملك المسعود ، وأما حسن بن قتادة ، فإنه راح إلى ينبع وجاء بجيش ، وخرج إليه نور الدين وكسره على الخربة.
ووجدت فى تاريخ الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزرى ترجمة لآقباش الناصرى ، ذكر فيها شيئا من حاله ، وقتل أصحاب حسن له بمكة ، ثم قال : وأراد حسن نهب الحاج العراقى ، خوفه المبارز المعتمد من المعظم والكامل ، فأجابه ، يعنى إلى ترك النهب.
ووجدت فيه ترجمة لحسن بن قتادة ؛ لأنه قال فى أخبار سنة ثلاث وعشرين وستمائة : وفيها توفى حسن بن قتادة بن إدريس الحسنى أمير مكة ، زادها الله شرفا ، وكان قد ولى الإمارة بعد أبيه ، ويقال إنه دخل إلى أبيه وهو مريض فقتله خنقا وولى الإمارة مغالبة.
وكان سيئ العشرة والسيرة ظلوما مقداما ، وهو الذى قتل أمير الحاج آقباش فى سنة سبع عشرة ، وأحدث فى مكة أمورا منكرة ، فأريد القبض عليه ، فخرج عنها هاربا على أقبح وجه ، وقصد الشام ، فلم يلتفت إليه ، فتوجه إلى العراق ، ووصل إلى بغداد ، فأدركه أجله فى الجانب الغربى على دكة ، فلما علم به ، غسّل وجهّز وصلّى عليه ، وحمل إلى مشهد موسى عليهالسلام ودفن هناك. انتهى.
ورأيت فى كلام بعضهم ، وأظنه الشيخ شهاب الدين أبا شامة المقدسى : أن حسن ابن قتادة لما وصل إلى بغداد ، همّ أهل بغداد بقتله قودا بآقباش الناصرى ، الذى قتله أصحابه بمكة ، فعاجلت المنيّة حسن بن قتادة قبل قتلهم له. انتهى.
وأما ما قيل من قتل حسن بن قتادة لأبيه وأخيه وعمه. فقد ذكر ابن الأثير فى كامله صورة ذلك ، لأنه قال لما ذكر موت قتادة : وقيل فى موت قتادة : أن ابنه حسنا خنقه ، وسبب ذلك : أن قتادة جمع جموعا كثيرة ، وسار عن مكة يريد المدينة ، فنزل بوادى الفرع وهو مريض ، وسير أخاه على الجيش ومعه ابنه الحسن بن قتادة ، فلما أبعدوا بلغه أن عمه الحسن قال لبعض الجند : إن أخى مريض وهو ميت لا محالة ، وطلب منهم أن