أسلم فى الفتح بمر الظهران. وأمن النبى صلىاللهعليهوسلم ، من دخل داره بمكة فهو آمن ، يوم فتح مكة ، كما رويناه فى مغازى بن عقبة ، وأعطاه النبى صلىاللهعليهوسلم من غنائم حنين مائة بعير ، فيما ذكر ابن إسحاق ، كالمؤلفة ، وهو ممن حسن إسلامه من المؤلفة ، وتقرب فى الإسلام بقربات كثيرة ، منها مائة بدنة أهداها فى حجه ، وأهدى فى حجه ألف شاه ، ووقف فى عرفة بمائة وصيف فى أعناقهم أطواق الذهب ، منقوش فيها : عتقاء الله تعالى ، عن حكيم ابن حزام.
وله فى الإسلام قربات آخر كثيرة ، وتقرب فى الجاهلية بعتق مائة رقبة ، وحمل على مائة بعير. وسأل النبى صلىاللهعليهوسلم عن فعله البر فى الجاهلية ، فقال له : أسلمت على ما سلف لك من خير.
قال ابن عبد البر : كان من أشراف قريش ووجوهها فى الجاهلية والإسلام ، ثم قال : وكان عاقلا سريّا فاضلا نقيا سيدا بماله غنيّا. انتهى.
وكان عالما بالنسب على ما قال البغوى وغيره. ويقال : إنه أخذ النسب عن الصديق رضى الله عنهما.
وقال البخارى : عاش فى الجاهلية ستين سنة ، وفى الإسلام ستين سنة ، قاله إبراهيم ابن المنذر. انتهى.
وذكر ذلك غير واحد من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، فمن المتأخرين النووى ، وقال : لا يشاركه فى هذا أحد إلا حسان بن ثابت. وقد قدمنا فى ترجمة حسان : أن المراد بقولهم ستين فى الإسلام ، أى من حين ظهر ظهورا فاشيا. انتهى.
ولا يستقيم قوله : إن هذا لا يعرف لغير حسان وحكيم ؛ لأنه اتفق لحويطب بن عبد العزى القرشى العامرى ، وحمنن بن عوف الزهرى ، وسعيد بن يربوع المخزومى ، على ما ذكر غير واحد ، منهم ابن عبد البر ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، إلا أنه لم يذكر حمننا ، وذكر مكانه حسان. ولابن مندة تأليف فى هذا المعنى.
وذكر ابن الأثير إشكالا على من حسب المراد بالإسلام فى حياة حكيم ، ومن شابهه ، والله أعلم بحقيقة ذلك.
واختلف فى وفاة حكيم ، فقيل : سنة أربع وخمسين ، قاله جماعة. وقيل : سنة ثمان وخمسين ، وما عرفت قائله من المتقدمين ، وهو مذكور فى تهذيب الكمال وأسد الغابة.