ذكر ابن عبد البر : أنه شهد بدرا مع المشركين ، وصلح الحديبية مع سهيل بن عمرو.
وكان أبو ذر قد أمنه يوم الفتح ، ومشى معه ، وجمع بينه وبين عياله ، حتى نودى بالأمان للجميع ، إلا النفر الذين أمر بقتلهم ، ثم أسلم يوم الفتح. واستقرض منه النبىصلىاللهعليهوسلم ، أربعين ألفا ، فأقرضه إياها. وشهد معه حنينا والطائف مسلما ، وأعطاه من غنائمها مائة بعير. وكان من المؤلفة.
وقال مروان بن الحكم يوما لحويطب بن عبد العزى : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ، فقال : الله المستعان ، والله لقد هممت بالإسلام غير ما مرة ، كل ذلك يعوقنى أبوك عنه ، وينهانى ويقول : تضع شرفك وتدع دين آبائك لدين محدث وتصير تابعا؟ قال : فأسكت مروان ، وندم على ما قال. ثم قال له حويطب : أما أخبرك عثمان بما لقى من أبيك حين أسلم؟. فازداد مروان غمّا. ثم قال حويطب : ما كان من قريش أحد من كبرائها ، الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة ، أكره منى لما هو عليه ، ولكن المقادير.
ويروى عنه أنه قال : شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا. رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض.
قال ابن عبد البر : أدركه الإسلام ، وهو ابن ستين سنة أو نحوها ، وهو أحد النفر الذين أمرهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، بتحديد أنصاب الحرام. انتهى بالمعنى.
وقد ذكر الزبير ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدى ، ما يشهد لما ذكره ابن عبد البر من حال حويطب وزيادة فى ذلك. فمن الزيادة : أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، سرّ بإسلام حويطب. وفى كلام الواقدى ، الجزم بأنه بلغ مائة وعشرين سنة فى الجاهلية ، وستين فى الإسلام ، وإنما أعدنا هذا لأن ابن عبد البر ، لم يجزم بذلك بالنسبة إلى حياته فى الجاهلية.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : وجدت فى كتاب أبى بخطه : بلغنى عن الشافعى قال : حويطب بن عبد العزى ، كان حميد الإسلام ، وهو أكثر قريش بمكة ربعا جاهليا. انتهى.
قال يحيى بن بكير ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد ، وغير واحد : مات سنة أربع وخمسين ، وهو ابن عشرين ومائة سنة. انتهى.
وذكر ابن عبد البر ما يشعر بأنه مات فى غير هذا التاريخ ؛ لأنه قال : ومات حويطب بالمدينة فى آخر إمارة معاوية. وقيل بل مات سنة أربع وخمسين ، وهو ابن مائة وعشرين سنة. انتهى.