محمد بن إبراهيم الطبرى إجازة ، إن لم يكن سماعا عن الخطيب أبى محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن برطلة قال : أنا الفقيه المحدث أبو الخطاب أحمد بن محمد بن عمر بن واجب القيسى ، قراءة منه علينا بحاضرة تدمر (٢) ، قال : أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن سعادة من لفظه ، قال : ثنا الفقيه الإمام الحافظ الشهيد أبو على حسين بن محمد بن فيرة ابن حيون بن سكرة الصدفى ، قراءة عليه وأنا أسمع.
وسمعته مرة أخرى قال : ثنا الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث العذرى ، قراءة عليه ، قال : ثنا أبو الحسن على بن الحسن بن على بن محمد بن العباس بن فهد المصرى الحافظ ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن الفرج ، قال : ثنا عبيد الله بن المنتاب القاضى ، قال : ثنا سليمان بن إسحاق قال : ثنا الفروى ، قال : كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ، فجاءه بعض جلسائه فقال : يا أبا مروان : أعجوبة ، قال : وما هى؟ قال : خرجت إلى حائطى بالغابة ، فلما أصحرت وبعدت عن بيوت المدينة ، عرض لى رجل ، فقال لى : اخلع ثيابك ، فقلت : وما يدعونى إلى خلع ثيابى؟
فقال : أنا أولى بها منك ، اخلع. قال : قلت : ومن أين؟ قال : إنا إخوة ، وأنا عريان وأنت مكتس ، قلت : بالمواساة. قال : كلا ، قد لبستها أنت ، فأريد ألبسها أنا كما لبستها ، قال : قلت : فتعرينى وتبدى عورتى؟ قال : وما بأس بذلك ، قد روينا عن مالك بن أنس رضى الله عنه أنه قال : لا بأس بالرجل أن يتطهر عريانا بالعراء ، قلت : فيلقونى الناس فيرون عورتى ، قال : لو كان الناس يلقونك فى هذا الطريق ما عرضت لك ، قال : قلت له : فأراك ظريفا ، فدعنى حتى أمضى إلى حائطى فانزع الثياب وأوجه بها إليك قال : كلا ، أردت أن توجه إلى بأربعة أعبد من عبيدك ، فيقبضون علىّ ، ويمضون بى إلى السلطان ، فيسجننى ويمزق جلدى ويطرح رجلى فى الغلقة ، قال : قلت : كلا ، أثلجك بالأيمان ، إنى أوفى لك بما وعدتك ولا أسوءك ، قال : كلا ، إنا روينا عن مالك رحمهالله أنه قال: لا تلزم الأيمان التى يحلف بها اللصوص. قال : قلت : فأحلف أنى لا أحتال فى أيمانى هذه. قال : هذه أيمان مركبة على أيمان اللصوص ، الباب فيها واحد ، قال : قلت له : دع المناظرة بيننا ، فو الله لأوجهن إليك بهذه الثياب طيبة بها نفسى ، قال : فأطرق ، ثم رفع رأسه ، فقال : أتدرى فيما فكرت؟ ، قال : قلت : لا. قال : تصفحت اللصوص من عهد
__________________
(٢) تدمر : مدينة قديمة مشهورة فى برية الشام ، ينها وبين حلب خمسة أيام. انظر : معجم البلدان (تدمر).