حوانيت باريس ، فأين هذا من البلاد التي لا تجد فيها حاجتك إلّا بعد أن توصي عليها ، فإذا حضرت وجدتها على غير المراد ، فنغصك ذلك وأفضى بك إلى القيل والقال.
أعظم طريق في لندرة
وأعظم طريق في هذه المدينة هو ريجنت سركوس ، ويذكر غالبا باسم ريجنت ستريت ، وهو على خط منحن نحو نصف دائرة ، طوله ٧٣٠. ١ ذراعا ، وهو يشتمل على دكاكين فاخرة بهيّة أكثرها مشرّف بشعار الملك ، وذلك أن الملكة إذا اشترت شيئا من صاحب الدكان ، ساغ له أن يضع عليه صورة الأسد ووحيد القرن ، وأدّى إلى الميري شيئا عليه في كل سنة. وثمّ ترى الثياب الفاخرة من كل صنف ولون ومن كل صقع ومكان ، وقد يكون طول لوح الزجاج في عرض الحانوت نحو ست أذرع فأكثر ، وعرضه نحو ذراعين ، فيكون العرض كله من أعلاه إلى أسفله لوحين أو ثلاثة ، وثمن اللوح نحو عشر ليرات. وديار هذا الطريق مبيّضة الخارج ، أو يقال نصفها أبيض ونصفها أسود ، وثم ترى أجمل نساء لندرة يخطرن بالديباج والثياب الفاخرة ، ويجررن أذيالهنّ على الأرض جرّا ، ولا سيما ليلة الأحد وهي ليلة السبت عندهم ، فإذا رأيت واحدة منهن جزمت بأنها أجمل من رأيت ، ثم ترى أخرى فتجزم بأنها أجمل من تلك وهلمّ جرا ، وكذلك هنّ في كافن ستريت وهاي ماركت.
ليلة الأحد في لندرة
والواقع أن هذه الليلة في جميع أسواق لندرة هي ليلة البهجة والقصوف والفرح ، وهي أبهج الليالي ، أمّا عند العليّة فلعلمهم أن اليوم القابل هو يوم الإنقباض فينصبّون فيها إلى اللهو والخلاعة في جميع الأماكن المقصودة ، وأما عند السفلة والفعلة فلكونهم يأخذون أجرتهم في مساء كل سبت ، فمتى انصرفوا من المشاغل أقبلوا على الحانات والأسواق لشراء مؤونة يوم الأحد ، فترى جميع الدكاكين غاصّة بالرجال