زيارة عاشوراء الرّابعة
برواية عبدالله بن سنان
عن الامام أبي عبدالله جعفر الصّادق عليه السلام
على ما نقله السيّد بن طاووس قدّس سرّه
قال سيد الجليل علي بن موسي بن طاووس الحسني قدّس سرّه المتوفّي سنه٦٦٤ : فيما نذکره من ألفاظ الزّياره المنصوص عليها يوم عاشوراء ، فمن ذلک ما رويناه بإسنادنا إلي عبدالله بن جعفر الحميري ، قال حدّثنا الحسن بن علي الکوفي عن الحسن بن محمّد الحضرمي عن عبدالله بن سنان قال : دَخَلْتُ عَلَي مَوْلَاي أبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَهُوَ مُتَغَيرُ اللَّوْنِ ، وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَي خَدَّيهِ کَاللُّؤْلُؤِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يا سَيدِي! مِمَّا بُکَاؤُکَ ، لَا أبْکَي اللَّهُ عَينَيکَ؟ فَقَالَ لِي :
أمَا عَلِمْتَ أنَّ فِي مِثْلِ هَذَا الْيوْمِ أُصِيبَ الْحُسَينُ عَلَيهِ السَّلَامُ؟
فَقُلْتُ : بَلَي يا سَيدِي ، وَإنَّمَا أتَيتُکَ مُقْتَبِسٌ مِنْکَ فِيهِ عِلْماً ، وَمُسْتَفِيدٌ مِنْکَ ، لِتُفِيدَنِي فِيهِ. قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَکَ وَعَمَّا شِئْتَ. فَقُلْتُ : مَا تَقُولُ يا سَيدِي فِي صَوْمِهِ؟ قَالَ :
صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَتْبيتٍ وَأفْطِرْهُ مِنْ غَيرِ تَشْمِيتٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ يوْماً کَامِلًا ، وَلَکِنْ أفْطِرْ بَعْدَ الْعَصْرِ بِسَاعَهٍ وَلَوْ بِشَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ ، فَإنَّ فِي ذَلِکَ الْوَقْتِ مِنْ ذَلِکَ الْيوْمِ ، تَجَلَّتِ الْهَيجَاءُ عَنْ آلِ الرَّسُولِ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ ، وَانْکَشَفَتِ الْمَلْحَمَهُ عَنْهُمْ ، وَفِي الْأرْضِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ صَرِيعاً ، يعَزُّ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ مَصْرَعُهُمْ.