قَالَ : ثُمَّ بَکَي بُکَاءً شَدِيداً حَتَّي اخْضَلَّتْ لِحْيتُهُ بِالدُّمُوعِ ، وَقَالَ :
أتَدْرِي أي يوْمٍ کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ؟ قُلْتُ : أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي يا مَوْلَاي. قَالَ :
إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ النُّورَ يوْمَ الْجُمُعَهِ فِي أوَّلِ يوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَخَلَقَ الظُّلْمَهَ فِي يوْمِ الْأرْبِعَاءِ يوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَجَعَلَ لِکُلٍ مِنْهُمَا شِرْعَهً وَمِنْهَاجاً.
ياعَبْدَاللَّهِ بْنَ سِنَانٍ! أفْضَلُ مَاتَأْتِي بِهِ هَذَا الْيوْمَ أنْ : تَعْمِدَ إلَي ثِيابٍ طَاهِرَهٍ فَتَلْبَسَهَا وَتُحِلَّ أزْرَارَکَ وَتَکْشِفَ عَنْ ذِرَاعَيکَ وَعَنْ سَاقَيکَ ، ثُمَي تَخْرُجَ إلَي أرْضٍ مُقْفِرَهٍ حَيثُ لَا يرَاکَ أحَدٌ ، أوْ فِي دَارِکَ ، حِينَ يرْتَفِعُ النَّهَارُ ، وَتُصَلِّي أرْبَعَ رَکَعَاتٍ ، تُسَلِّمُ بَينَ کُلِّ رَکْعَتَينِ ، تَقْرَأُ فِي الرَّکْعَهِ الْأُولَي سُورَهَ الْحَمْدِ وَقُلْ يا أيهَا الْکَافِرُونَ وَفِي الثَّانِيهِ سُورَهَ الْحَمْدِوَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ ، وَفِي الثَّالِثَهِ سُورَهَ الْحَمْدِ وَسُورَهَ الْأحْزَابِ وَفِي الرَّابِعَهِ الْحَمْدَ وَالْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ تُسَلِّمُ وَتُحَوِّلُ وَجْهَکَ نَحْوَ قَبْرِ أبِي عَبْدِاللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَتُمَثِّلُ بَينَ يدَيکَ مَصْرَعَهُ ، وَتُفْرِغُ ذِهْنَکَ وَجَمِيعَ بَدَنِکَ ، وَتَجْمَعُ لَهُ عَقْلَکَ ، ثُمَّ تَلْعَنُ قَاتِلَهُ ألْفَ مَرَّهٍ ، يکْتَبُ لَکَ بِکُلِّ لَعْنَهٍ ألْفُ حَسَنَهٍ وَيمْحَي عَنْکَ ألْفُ سَيئَهٍ ، وَيرْفَعُ لَکَ ألْفُ دَرَجَهٍ فِي الْجَنَّهِ ، ثُمَّ تَسْعَي مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي صَلَّيتَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَأنْتَ تَقُولُ فِي کُلِّ مَرَّهٍ مِنْ سَعْيکَ :
إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ رِضًا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَتَسْلِيماً لِأمْرِهِ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ وَأنْتَ فِي کُلِّ ذَلِکَ عَلَيکَ الْکَآبَهُ وَالْحَزَنُ ، ثَاکِلًا حَزِيناً مُتَأسِّفاً. فَإذَا