الْمُؤْمِنِ ، وَأقْرَبُ مَا يکُونُ الْعَبْدُ إلَي اللَّهِ تَعَالَي وَهُوَ سَاجِدٌ بَاکٍ. (١)
٢٤ ـ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِي قَالَ الصَّادِقُ (ع) : إنَّ عِنْدَکُمْ ، أوْ قَالَ : فِي قُرْبِکُمْ لَفَضِيلَهً مَا أُوتِي أحَدٌ مِثْلَهَا ، وَمَا أحْسَبُکُمْ تَعْرِفُونَهَا کُنْهَ مَعْرِفَتِهَا ، وَلَا تُحَافِظُونَ عَلَيهَا ، وَلَا عَلَي الْقِيامِ بِهَا ، وَإنَّ لَهَا لَأهْلًا خَاصَّهً قَدْ سُمُّوا لَهَا وَأُعْطُوهَا بِلَا حَوْلٍ مِنْهُمْ وَلَا قُوَّهٍ إلَّا مَا کَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ لَهُمْ ، وَسَعَادَهٍ حَبَاهُمْ اللهُ بِهَا ، وَرَحْمَهٍ وَرَأْفَهٍ وَتَقَدُّمٍ. قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! وَمَا هَذَا الَّذِي وَصَفْتَ وَلَمْ تُسَمِّهِ؟ قَالَ : زِيارَهُ جَدِّي الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَإنَّهُ غَرِيبٌ بِأرْضِ غُرْبَهٍ ، يبْکِيهِ مَنْ زَارَهُ ، وَيحْزَنُ لَهُ مَنْ لَمْ يزُرْهُ ، وَيحْتَرِقُ لَهُ مَنْ لَمْ يشْهَدْهُ ، وَيرْحَمُهُ مَنْ نَظَرَ إلَي قَبْرِ ابْنِهِ عِنْدَ رِجْلِهِ فِي أرْضِ فَلَاهٍ ، لَا حَمِيمَ قُرْبَهُ وَلَا قَرِيبَ ، ثُمَّ مُنِعَ الْحَقَّ وَتَوَازَرَ عَلَيهِ أهْلُ الرِّدَّهِ ، حَتَّي قَتَلُوهُ وَضَيعُوهُ وَعَرَضُوهُ لِلسِّبَاعِ ، وَمَنَعُوهُ شُرْبَ مَاءِ الْفُرَاتِ الَّذِي يشْرَبُهُ الْکِلَابُ ، وَضَيعُوا حَقَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَوَصِيتَهُ بِهِ وَبِأهْلِ بَيتِهِ ، فَأمْسَي مَجْفُوّاً فِي حُفْرَتِهِ ، صَرِيعاً بَينَ قَرَابَتِهِ وَشِيعَتِهِ بَينَ أطْبَاقِ التُّرَابِ ، قَدْ أُوحِشَ قُرْبُهُ فِي الْوَحْدَهِ وَالْبُعْدِ عَنْ جَدِّهِ ، وَالْمَنْزِلِ الَّذِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ کامل الزيارات : ١٤٦ ب ٥٨ ح ٤ ، البحار : ٩٨ ص ٤٩ ب ٧ ح ٤.