لَا يأْتِيهِ إلَّا مَنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإيمَانِ ، وَعَرَّفَهُ حَقَّنَا. فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! قَدْ کُنْتُ آتِيهِ حَتَّي بُلِيتُ بِالسُّلْطَانِ وَفِي حِفْظِ أمْوَالِهِمْ ، وَأنَا عِنْدَهُمْ مَشْهُورٌ ، فَتَرَکْتُ لِلتَّقِيهِ إتْيانَهُ ، وَأنَا أعْرِفُ مَا فِي إتْيانِهِ مِنَ الْخَيرِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا فَضْلُ مَنْ أتَاهُ وَمَا لَهُ عِنْدَنَا مِنْ جَزِيلِ الْخَيرِ؟ فَقُلْتُ : لَا ، فَقَالَ : أمَّا الْفَضْلُ فَيبَاهِيهِ مَلَائِکَهُ السَّمَاءِ ، وَأمَّا مَا لَهُ عِنْدَنَا فَالتَّرَحُّمُ عَلَيهِ کُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ ، وَلَقَدْحَدَّثَنِي أبِي أنَّهُ لَمْ يخْلُ مَکَانُهُ مُنْذُ قُتِلَ مِنْ مُصَلٍّ يصَلِّي عَلَيهِ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، أوْ مِنَ الْجِنِّ أوْ مِنَ الْإنْسِ ، أوْ مِنَ الْوَحْشِ ، وَمَا مِنْ شَي ءٍ إلَّا وَهُوَ يغْبِطُ زَائِرَهُ ، وَيتَمَسَّحُ بِهِ ، وَيرْجُو فِي النَّظَرِ إلَيهِ الْخَيرَ لِنَظَرِهِ إلَي قَبْرِهِ (ع) ، ثُمَّ قَالَ : بَلَغَنِي أنَّ قَوْماً يأْتُونَهُ مِنْ نَوَاحِي الْکُوفَهِ وَنَاساً مِنْ غَيرِهِمْ وَنِسَاءً ينْدُبْنَهُ ، وَذَلِکَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَمِنْ بَينِ قَارِئٍ يقْرَأُ وَقَاصٍّ يقُصُّ وَنَادِبٍ ينْدُبُ وَقَائِلٍ يقُولُ الْمَرَاثِي؟ فَقُلْتُ لَهُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ! قَدْ شَهِدْتُ بَعْضَ مَا تَصِفُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي النَّاسِ مَنْ يفِدُ إلَينَا وَيمْدَحُنَا وَيرْثِي لَنَا ، وَجَعَلَ عَدُوَّنَا مَنْ يطْعُنُ عَلَيهِمْ مِنْ قَرَابَتِنَا وَغَيرِهِمْ يهُدُّونهم (١) وَيقَبِّحُونَ مَا يصْنَعُونَ. (٢)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ في «ب» : يهْدُرُونَهُمْ.
٢ ـ کامل الزيارات : ٣٢٤ ب ١٠٨ ح ١ ، البحار : ٩٨ / ٧٣ ب ١٠ ح ٢١.