لقي الناس منهم ، وقال : أيقطع آمال الناس من قريش؟ فقال عبد الله : اقصر أيها الشيخ ، فإن الناس لن يبرح لهم أمر صالح من قريش ما لم يل بنو فلان فإذا وليت بنو فلان (١) انقطع آمالهم ، فقال له سلمة الأعور صاحبنا : أبنو هاشم؟ فقال برأسه : أي نعم.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي (٢) علي ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال : وحدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال :
جمع عبد الله بن عروة بنيه ثم قال : يا بني ، إنّ الله تعالى لم يبن شيئا فهدمه ، وإن الناس لم يبنوا شيئا قطّ إلّا هدموه ، وإنّ بني (٣) أمية من عهد معاوية إلى اليوم يهدمون شرف علي ، فلا يريده الله إلّا شرفا وفضلا ومحبة في قلوب المؤمنين ، يا بنيّ فلا تشتموا عليا (٤).
قال : ونا الزبير قال : حدّثني مصعب بن عثمان ، عن بعض مشايخه.
أن عبد الله بن عروة كان يشهد الجمعة فيخرج ابن مطيرة خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن العاص فيخطب فيسبّ عيلة عبد الله بن عروة وينصت ، فإذا شتم خالد عليا تكلم عبد الله بن عروة ، وأقبل على أدنى إنسان يكون إلى جنبه يحدّثه فيقول له : الإمام يخطب ، فيقول : إنا لم نؤمن أن ننصت لهذا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو الحسين (٥) أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي (٦) ، عن سعيد (٧) بن عتبة ، قال : قالوا لعبد الله بن عروة بن الزبير : ألا تأتي المدينة؟ فقال : ما بقي بالمدينة إلّا حاسد لنعمة أو فرح بنقمة (٨).
أخبرتنا بنت البغدادي قالت : نا أبو طاهر أحمد بن محمود ، نا أبو بكر بن
__________________
(١) «فإذا وليت بنو فلان» مكرر بالأصل.
(٢) بالأصل : أبو.
(٣) بالأصل : بنو ، تحريف.
(٤) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٣٦ من طريق مصعب بن عبد الله.
(٥) مطموسة بالأصل والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٦) نقله المزي في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٣٦ من طريق الأصمعي.
(٧) كذا «سعيد بن عتبة» وفي تهذيب الكمال : سفيان بن عيينة.
(٨) الخبر في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٣٦ من طريق مصعب بن عبد الله.