وقد بذل «المعز» غاية وسعه في استجلاب محبة الناس واحترامهم له ، بعدله ، وحسن إدارته والتفاته إلى جميع دقائق شؤونهم. فكان يرأس بنفسه حفلة قطع الخليج ، وزاد من محبتهم له إرساله كسوة فاخرة للكعبة كل عام. ومنع جنده من البقاء في المدينة بعد الغروب ، اجتنابا لما عساه أن يحدث من الهياج ، وألغى نظام جباية الخراج بواسطة الملتزمين ، للخسارة التي كانت تلحق البلاد من وراء أرباحهم الباهظة ، وبذلك زاد الخراج بدون أن يضر بمصلحة المزارعين.
وكان للمعز عدة أبناء ، ومن بناته رشيدة بنت المعز ، وعبدة بنت المعز (١).
وقد خلف المعز ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار (٢) ٣٦٥ ـ ٣٨٦ ه : ٩٧٥ ـ ٩٦٦ م ، وكان يعقوب بن كلس أكبر وزرائه.
وبعده تولى حكم مصر الحاكم بأمر الله أبو علي منصور ٣٨٦ ـ ٤١١ ه : ٩٩٦ ـ ١٠٢١ م ، وقد مات مقتولا.
وخلفه ابنه الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن علي ٤١١ ـ ٤٢٧ ه : ١٠٢١ ـ ١٠٣٦ م.
وتولى بعده ابنه المستنصر بالله أبو تميم معد ٤٢٧ ـ ٤٨٧ ه : ١٠٣٦ ـ ١٠٩٤ م .. وظل الفاطميون يتوارثون حكم مصر (٣) ، حتى انتهى ملكهم منها عام ٥٦٧ ه.
__________________
(١) ١١٤ ج ٥ التمدن الاسلامي لجورجي زيدان.
(٢) ولد في المهدية عام ٣٤٤ ه.
(٣) وهم : المستعلى بالله (٤٨٧ ـ ٤٩٥ ه) ، والآمر بأحكام الله المنصور (٤٩٥ ـ ٥٢٤ ه) ، ثم الآمر بأحكام الله عبد المجيد (٥٢٤ ـ ٥٤٤ ه) ، ثم الظافر (٥٤٤ ـ ٥٤٩ ه) ، ثم الفائز (٥٤٩ ـ ٥٥٥ ه) ، ثم العاضد (٥٥٥ ـ ٥٦٦ ه)