لسانه ، وكان من شواهده في جلسة قريبة من جلسات لجنة الأصول بالمجمع أن بعض الزملاء تذاكروا شروط السن فسمعنا الشيخ ـ كعادته ـ عند حضور الشاهد يهمس ببيت التميمي الذي يقول فيه :
وإن امرأ قد سار خمسين حجة |
|
إلى منهل من ورده لقريب |
وهو بيت يكثر فيه تبديل العدد على حسب المناسبة ، فصاحب البيت يقول «خمسين حجة» ، وبديع الزمان في مقامته الأهوازية يقول «عشرين حجة» و... والشيخ حمروش يرويها أولا «ستين حجة» ثم يذكر أنه جاوزها فيصلح وزن الشطر على الثامنين ، ويعود قائلا :
وان امرأ يسعى ثمانين حجة |
|
إلى منهل من ورده لقريب |
وهكذا كنا نسمع منه الشواهد الحاضرة حين يستشهد بها في موضعها من الدلالة على الأحكام اللغوية ، ثم يتصرف فيها ـ متبسطا ـ على حسب الحالة الحاضرة كما يقول :
ولم يكن من المتشددين في استناده إلى أقوال الشعراء والرواة ، فانه كان على خلاف علماء اللغة الذين يقفون بالحجة عند اقوال المخضرمين ـ يتوسع فيستشهد أحيانا بأقوال العباسيين من أمثال بشار وأبي نواس ، بل يستشهد أحيانا بأقوال المولدين المتأخرين إذا درجت في مدارج الاستعمال الشائع ، ويظرف غاية الظرف حين تسمعه في وقاره وسمته يروي بيتا لأبي نواس أو لبشار لا يتحرج فيه هذا ولا ذاك ، ولا يبالي الشيخ لغوهما إذا كان فيه حجة «اللغويين» ... وقد ينطقها أحيانا بفتح اللام من «اللغو» لا من «اللغة» تفكها منه على حسب المقام.
وكثرا ما كان يعزز حجة «النحوى» بحجة الفقيه «المنطيق».
وكثيرا ما كان يسأل عن مقابل الكلمة باللغات الأجنبية ليضعها في موضعها من المعنى والتركيب ، ولا نذكر أنه حصر رأيه قط في أفق ضيق