وإلى هنا انقضى حديث الجامع الأزهر ، وأخذ في ذكر الجامع براشدة ، ودار العلم ، وجامع المقس ، ثم ذكر أن تنانير الفضة ثلاثة تنانير وتسعة وثلاثون قنديلا من الفضة ، فللجامع الأزهر تنوران وسبعة وعشرون قنديلا ، ومنها لجامع راشدة تنور واثنا عشر قنديلا ، وشرط أن تعلق في شهر رمضان ، وتعاد إلى مكان جرت العادة أن تحفظ فيه .. وشرط بعد ذلك في الوقف شروطا كثيرة ليس هنا مقام ذكرها وقد أسس الحاكم جامعه المشهور عام ٣٩٣ ه ، وخطب فيه وصلى فيه بالناس الجمعة وكانت دار الحكمة التي أنشأها يدرس فيها علوم القرآن واللغة والفلك والطب والرياضة والتنجيم وغيرها. واجتذبت الجامعة الجديدة إليها كثيرا من أعلام المشرق كالرحالة الفارسي ناصرى خسرو ، ولبثت دار الحكمة تنافس الأزهر مدى قرن من الزمان ، حتى أغلقت.