رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته ، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ، ثم قرأ ( والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) قال : ما أنقصنا الاباء بما أعطيناه البنين (١).
قال ابن عطية : وكذلك وردت أحاديث تقتضي أن الله تعالى رحم الاباء رعيا للأبناء الصالحين.
* ثانيها : قال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا والضحاك : معنى هذه الاية أن الله تعالى ألحق الأبناء الصغار بأحكام الاباء المؤمنين ، يعني الموارثة والدفن في قبور المسلمين ، وفي أحكام الاخرة ، وفي الجنة. ومعنى هذا القول أن أولادهم الكبار تبعوهم بإيمان منهم ، وأولادهم الصغار تبعوهم بإيمان الاباء ؛ لأن الولد يحكم له بالأسلام تبعا لوالديه ، فيكون معنى الاية على هذا : واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ، أي إن بلغت أن آمنت ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الأيمان.
* ثالثها : ذهب بعض الناس إلى إخراج هذا المعنى من هذه الاية ، وذلك لا يترتب إلا بأن يجعل إسم الذرية بمثابة نوعهم على نحو ما هو في قوله تعالى : ( أنا حملنا ذريتهم في
____________
(١) انظر تفسير الطبري : ٢٧ / ٢٤.