وسفخة (١) (؟) Safkha ، وجبل كركما (٢) ، وهي أسماء أخذتها من فم الريس وكتبتها كما كان يلفظها.
وإذا انحدر النظر من الجبال إلى البحر فإننا نؤخذ بتنوع الألوان الذي ينتج ، حسب ظني ، عن اختلاف الأعماق : فهو هنا لون / ١٠٣ / أخضر مائل إلى السواد ، وهناك لون أبيض معكر ؛ وفي مكان آخر يتلون بفروق اللون الأزرق كلها من الأزرق الصافي إلى الأزرق النيلي الغامق جدا ؛ وهو في كثير من الأمكنة يكتسي اللون الأحمر القاني. وإن هذا اللون يكتسبه البحر دون شك من الرصيف المرجاني الضخم الذي ينتشر فيه وفي كل الجهات ، وإنه من المحتمل على الأقل أن هذا البحر اكتسب اسمه من هذا الظرف الطبيعي. إن أبسط قواعد الاشتقاق هي أكثرها قبولا ، وخصوصا تلك التي تقوم على وقائع مادية وملموسة. لقد سمعت من ينسب صفة الأحمر إلى قبيلة عربية تعيش على سواحله وتحمل هذه الصفة نفسها. ولكن ذلك قول فيه بعض العشوائية ؛ لأن تلك القبيلة لم تعد موجودة ، وربما لم تكن موجودة في يوم من الأيام : ولكن إذا افترضنا أنها وجدت في يوم من الأيام فإن ما ينبغي معرفته إن كانت هي التي أعطت البحر اسمها ، ولماذا لا يكون البحر هو الذي أعطاها اسمه.
__________________
(١) كذا كتبت في الترجمة الإنجليزية لرحلة ديدييه ، موثق سابقا ، ص ٥٠ ولم أجدها.
(٢) رأس كركما : ميناء صغير جنوب الوجه عند مصب وادي المياه ، على رأس مشهور يحمل الاسم نفسه ، وأهل هذا الميناء يشتغلون بصيد السمك ، وبيع بعض الحاجيات إلى البادية ، وهم من بلي. وقد كتبها ديدييه Korkoum. وقال فيلبي في : أرض الأنبياء مدائن صالح ، موثق سابقا ، ص ٣٣٥ : " ... وتفضي هذه الطريق (من الوجه إلى العلا) إلى الدلتا الفعلية لوادي (حمضة) (كذا والصواب : الحمض) الذي يمتد مسافة بعيدة إلى الغرب حيث يقع المرتفع المعروف باسم (رأس كركمة) وهو مرتفع يتوجه رأس أصفر اللون. ومن هذا اللون اكتسب المرتفع اسمه. و (الكركم) باللغة العربية نبات يعطي لونا أصفر". وفي الترجمة الإنجليزية لرحلة ديدييه ، موثق سابقا ، ص ٥٠Karkamah