الكبيرة ، وينظر إليهم الأعراب الآخرون نظرة ازدراء لأنهم حضريون ويعملون في الصيد. لقد قابلنا في عرض البحر واحدا من أولئك الصيادين المهرة ، كان رجلا رائعا ، ممشوق القوام ، عاريا تماما حتى لتحسبه إله الموج مصنوعا من البرونز / ١١٩ / الفلورنسي. كان منتصبا بإباء على مركبه ، وجاء يعرض علينا السمك الذي اصطاده ، ولكننا لم نستطع الشراء منه ، لأنه كان يرفض نقودنا ، ويطلب ثمنا لبضاعته قمحا أو تبغا : ولم يكن لدينا على ظهر السفينة لا هذا ولا ذاك.
هناك عدد من المدن والقرى على ذلك الساحل ، من بينها الجار التي لم نستطع تبين ملامحها عند مرورنا ، إلا بمساعدة المنظار. وفي منطقة أعلى ، وإلى الداخل قليلا هناك مستورة ؛ وهي إحدى محطات قافلة الحج المصرية ، وإلى أقصى الجنوب هناك رابغ التي يلفظها بحارتناRabr والتي قضينا ليلة ٨ في موازاتها ، ولكن في عرض البحر بعيدا عنها ، أما الليلة السابقة فقد قضيناها على خط الاستواء وقد واجهنا في يوم ٩ كثيرا من الصخور المفتتة والشعاب المرجانية ، ولكل واحد منها اسم خاص : وأخطرها يسمّى ، إن لم يخني سمعي ، أم الحبلين (١). وكانت جزيرة غواط (٢) Ghaouat غير بعيدة عنا. ثم يأتي بعد ذلك رأس حطيبة. وبعد وقت قليل من تجاوزنا ذلك الرأس ، قابلنا سنبوكا على متنه جماعة من الدراويش العائدين من مكة المكرمة ، وكانوا يرفعون علما أخضر ، وهذا هو اللون المحبب لدى المسلمين ، والذي كان لون
__________________
(١) كتبها ديدييه Om ـ el Hableijn وترجمها إلى الفرنسيةmer des deux Cordes ـ أم الحبلين.
(٢) كتبت في الترجمة الإنجليزية لرحلة ديدييه ، موثق سابقا ، ص ٥٨Ghawat ـ غواط.