السود الأقحاح القادمين من البلاد القريبة من خط الاستواء ، ولكنهم عبيد ، في حين أن الآخرين أحرار ، ويحصلون على أجور غالية لقاء خدماتهم. وإن هذا السوق الذي يقع في الوسط بين إفريقيا وآسيا ، مهم لتنوع نماذج البشر الذين نلقاهم فيه ؛ فأنت تلقى فيه السود الذين لم يؤتوا من الجمال شيئا ، وتلقى فيه النماذج الجميلة / ١٢٥ / من الأجناس القوقازية المتميزة ، وليس تنوع اللغات والعادات بأقل إثارة : عرب المدن والصحراء ، تجار مسقط والبصرة ، أتراك ، سوريون ، يونانيون ، مصريون ، بربر ، وهنود بأعداد كبيرة ، وماليزيون وبانيانيون (١) ، وكل من أولئك يلبس زيه الوطني ، وكلّ يتكلم بلهجته الخاصة ، يتسابقون ، يتقابلون ، يتدافعون بأكتافهم ، أو إنهم يستقرون في المقاهي لمعالجة قضاياهم. إن بعض سكان جدة يقطعون أحجارا يزعمون أنها ثمينة ، مع أنها ذات قيمة ضئيلة ، منها من بين أخريات تلك التي يسمونها : حجر مكة ، وتسمى في الحجاز" العقيق" والتي ليست ، كما أعتقد ، إلّا ما يسمى العقيق الأحمر ؛ ويصنعون منها خواتم مطلية بطبقة من الفضة ، ليست متقنة الصنع ، ويصنعون منها أيضا سبحات تلقى رواجا كبيرا لدى الحجاج. ويصنعون أيضا سبحات من" اليسر" المتوافر بكثرة في البحر الأحمر ، والذي تستخرج أجود أنواعه قساوة ولمعانا من جنوب جدة.
__________________
(١) Banians ، جاء في رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٢٦ : " ... وفي فترة الرياح الموسمية يقوم بعض البانيانيين Banians بزيارة جدة على متن السفن الهندية ، لكنهم دائما يعودون عليها ولا يستقر أحد منهم هنا." جاء في الحاشية : " البانيان : تعني في غرب الهند التجار أو الوكلاء الذين يشتغلون بالتجارة في البحر الأحمر أو الخليج العربي ، انظر : A glossary Judicial and Revemue Terms P. ٤٩ : Wilson