خصوصا في مدن الجزيرة العربية (١). وإن هذا النوع من الزيجات لا يؤدي ، ولو قليلا ، إلى جعل لون سحنة العرب غامقة ، ولكن التعصب ضد اختلاط الدماء غير موجود في هذه البلاد.
إن الأم مهما كان وضعها ، جارية سوداء من الطراز الأخير في السلم الاجتماعي في إفريقيا ، لا تؤثر في أصالة الولد ؛ إن الأب وحده هو أصل النسب ، وليس للأم أي حساب. ونحن نعرف أن السلطان نفسه الذي لا يعترف لأحد بالأصالة ، وليس له نظراء ، لم يتزوج ، وربما ما زال ، لا يتزوج إلا الجواري.
لقد شاهدت في مصر ، وبين الأوروبيين ، زيجات كثيرة من هذا النوع ؛ وعددا من الفرنسيين الذين أعرفهم لم يكن لهم زواج آخر إلا هذا ، وهم ليسوا في حال سيئة ، عدا أن المشهور عن الحبشيات أنهن مبذرات ، مما يدعو إلى القول : إنهن يخربن البيت. لقد عرفت منهن جميلات إذا غضضنا البصر عن لون بشراتهن ، فإنهن صالحات في أي مكان ، وحتى فيما يخص اللون / ١٤٢ / فإننا نعتاده بسرعة ، ولم أعد خلال وقت قصير أعير ذلك التفاتا.
وتعوّض الحبشيات هذا العيب البسيط ، إن كان عيبا ، بأن لهن بشرة ناعمة ، وشعرا طويلا ناعم الملمس ، وبأن لهن قدودا ممشوقة ، وأشكالا أنيقة ، وقسمات
__________________
(١) انظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ١٧٣ ـ ١٧٤ والمستقر في الإسلام أن الأمة بمجرد أن تلد تصبح" أم ولد" ويكون لها من الحقوق والواجبات الشرعية ما للزوجة ، وليس هناك داع لأن يكون ذلك بعقد زواج. انظر الحاشية (١) ص (١٧٤) من رحلات بوركهارت.