صرة) ، وقد خفض السعر إلى (ثماني صرر) لكي يغريني بشرائها. وقد جال بخاطري للحظة أن أقوم بعمل صالح ، ولكنني للأسف اتبعت وصية الدبلوماسي الذي كان ينصح بالاحتراس من المبادرات الأولية لأنها مبادرات خيرّة ، وقلت في نفسي ، وأنا محق في ذلك ، إنني إن شرعت بشراء العبيد فإن الأموال المخصصة لرحلتي ستنفد عما قريب. لقد كان رفيق رحلتي من ناحيته يفكر بما كنت أفكر به ، ولكن هدفه كان أقل نبلا مما كنت أفكر فيه : إنه الإحسان النفعي Carita Pelosa! كما يقول الإيطاليون. وسواء كان خيرا أم شرا فإن مشروعه ومشروعي ظلا في حيز التفكير ، وبيعت الشابة الإفريقية ، لست أدري لمن. أين هي الآن ، وفي يد من وقعت؟
إن الرق بالتأكيد تعسف يبعث على الثورة ؛ إنه يحط من الطبيعة البشرية ، وينتج عنه آلاف التجاوزات. ولكنّه ينبغي الاعتراف أن مصير أولئك الحبشيات ليس محزنا كما يبدو / ١٤١ / من النظرة الأولى. ولما كنّ صائرات إلى خدمة حريم المشتري فإنهن يصبحن من أفراد الأسرة ، وترتبط شروط عيشهن بمستوى عيش سيداتهن اللواتي يلزمن ، هن أنفسهن ، البيوت ، ويكدن هن أنفسهن يكن جواري شأن جواريهن. وأعترف أن سيدهن قد يقضي منهن وطره ، وهذا ما يحدث غالبا ، ولكنه بذلك يحظر على نفسه أن يبيعهن مرة أخرى : لأنه من العار على مسلم أن يبيع جارية عاش معها ، بل إن الأسياد يتزوجون عادة من الجواري اللواتي أنجبن منهم أولادا ، ويتم ذلك