كما تفعل كثير من العائلات البروتستانتية في أوروبا. وكانت الخيل أعظم متعة يروّح بها عن نفسه ؛ فقد كان يملك ألفي رأس من الخيل الأصيلة النادرة الأنساب في نجد ، وكان ثمن بعضها باهظا ؛ شأن تلك الفرس التي دفع ثمنها ما يقارب ١٥ ألف فرنك ، وكان لديه أيضا كثير من الإبل النجيبة التي تتمتع بسرعة عجيبة (١).
وكان من اليسير على كل الناس أن يدخلوا عليه ، وكان بيته على الدوام يعج بالشيوخ ، والبدو العاديين ، الذين يأتون إليه يستشيرونه في أمورهم ، فيأكلون كما لو أنهم في بيوتهم ، وكان الجميع ، حتى أفقرهم حالا ، يحدثونه بحرية لا تتجاوز حدود اللياقة ، ويحيونه باسمه ، ويأخذون يده ، ويطلقون عليه لقب" أبو شوارب (٢) " ، لأن له شاربين كبيرين. كان لطيفا في تصرفاته ، ويرغب في أن يظل الناس جالسين عندما يظهر إليهم. وكان متأنيا في النصح ، ماهرا وحازما في تصريف الأمور ، وكان يقيم العدل بين الناس بتجرد وموضوعية ، لا يعرف الانحياز إليهما سبيلا. ومع ذلك فإنه نادرا ما كان يصدر حكما بالإعدام. وكان هناك عقوبة يخشاها المجرمون أكثر من الموت وهي أن يأمر الزعيم الوهابي بحلق لحاهم.
__________________
(١) انظر : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ٣٧ ـ ٣٨. وينقل الدكتور العثيمين عن ابن بشر قوله في : عنوان المجد ، ج ١ ، ص ٢٣١ : " إن سعودا ، ملك من الخيل العتاق ألفا وأربع مئة فرس".
(٢) انظر : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ٣١ ؛ يقول : " ... وكانت لحيته أطول مما يشاهد بين البدو بصفة عامة ، كما كان الشعر الذي حول فمه كثيرا لدرجة أن اسمه لدى أهل الدرعية" أبو الشوارب".