وكان مكلفا بإقامة العدل باسم سعود ، ويشدد عليه في الوصاة بألا يقبل أي أموال. ولا زالت نزاهة أولئك القضاة مضرب المثل في الجزيرة العربية. لقد كان / ١٨٧ / القانون الوحيد المتبع هو القرآن الذي يطبق بحذافيره بلا تأويل ولا تعسف.
ويمكن الاعتراض على أحكام القاضي كلها لدى الأمير ، وكذلك على كل أعمال الشيوخ ؛ مما كان يسهم في جعل هؤلاء وأولئك يستقيمون في أداء واجباتهم ، وفي التزام القانون.
كان سعود أيضا يرسل عمّالا لجمع الزكاة المخصصة لبيت المال ، وتتألف من العشور التي تدفع عينا ، ومن الغرامات ، ومن خمس الغنائم ، ومن ٥ ، ٢% من رأسمال التجار الذين ينبغي عليهم ، كما كان الحال في روما القديمة ، أن يوضحوا مقدارها مقسمين على صحة ما يقولون. أمّا القبائل المتمردة ، فقد كانت تعاقب بالنهب ، وكانت الأموال تذهب لزيادة الموارد العامة لبيت المال (١).
كانت هذه الضرائب المختلفة تبدو للبدو كثيرة ، وهم الذين اعتادوا ألّا يدفعوا أي ضرائب ، ولكنهم مع ذلك كانوا يدفعونها لأنهم يرونها تستخدم بإخلاص لمصلحة الجميع. لقد كانوا يدفعون فضلا عن ذلك ضريبة خاصة مخصصة بكاملها لأعمال الخير ، حسب ما نظم النبي صلىاللهعليهوسلم مقاديرها ، وتسمى تلك الضريبة الزكاة ، ولها طبيعة
__________________
(١) قارن ما قاله بوركهارت في : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ٥٧ ـ ٦٤. وتعليقات الدكتور العثيمين.