ولم يكن معهم أسلحة نارية. ورأينا من المناسب ألا نحمل أسلحتنا معنا لكي لا يبدو أن مثقال ذرة من الحذر قد خطر ببالنا : لأن المرافقة التي أرسلها الشريف كانت في نظرنا تكفي لحمايتنا ، ولّما كنا ضيوفه ، فإنه لم يكن مسموحا لنا أن نتوقع حدوث أي حدث سييء. لقد أرسل ثلاثة عشر جملا وهجانا كانت كافية لحمل كل من أشرت إليهم ، لأن المرافقين يمشون على الأقدام ، ويستطيعون عند الحاجة أن يصعدوا خلف جماعتنا.
إن الهجان الذي خصّص لركوبي كان الركوب المفضل لدى الشريف الأكبر ، وكان يستحق هذا التفضيل لرقة مظهره ، وحسن طبعه ؛ كان اسمه : سحابة. أمّا هجان رفيقي فكان اسمه : أم القصب ، وكان لا يقل في شيء عن ركوبي ، وكان يمتاز منه بأنه ثاقب النظر في الظلام ؛ لذلك كان الأمير يمتطيه في الليل عادة. كانت أرحلنا رائعة ، مزينة بأنواع من الزينة من كل الألوان ، طرزتها بالحرير والصوف المزين بالفضة يد صناع ، وكانت الأرحل تغطي الحيوان تماما على الرغم من ضخامته. وكان قربوسا الرحل من الفضة أيضا ، أما الزمام فكان من الجلد المضفور بمهارة. كان لنا ، ونحن على ظهور الهجن تحفّ بنا المرافقة ، والشريف يقودنا ، / ٢٠٩ / هيئة مؤمنين حقيقيين يتجهون إلى الحج. وعندما رآنا أحد الأطفال الذين كانوا على قارعة الطريق الذي كنا نمر به أخطأ وقال لرفاقه : " انظروا ، إنهم ذاهبون إلى مكة المكرمة ـ فأجابه أحد الصبية ممن هم أكثر بصيرة ، كيف ذلك؟ إنهم نصارى".