وأحزمتهم وحمالات سيوفهم الجلدية ، وسجاد غير متقن الصنع / ٢٥٢ / مصنوع من وبر الجمال ، والمجوهرات المصمتة التي تتزين بها نساؤهم. ولا يحتاج كل ذلك إلى عبقرية صناعية كبيرة ، ولا إلى عمليات فنية معقدة. أما المحال التجارية فهي بائسة ، ويديرها الرجال كما هو الحال في الشرق كله. ولا أذكر أنني لمحت امرأة واحدة خلال إقامتي في الطائف ، مع أن الفرصة سنحت لي لرؤية عدد كبير من الناس عندما صادف وجودي فيها أحد أيام السوق ، وقد كان كل شيء هناك تقريبا يباع بالمزاد ، واشتريت بنفسي ، أو طلبت أن يشترى لي ، بهذه الطريقة ، على سبيل الذكرى ، بعض المنتجات البسيطة كل البساطة من الصناعات المحلية.
رافقني إلى السوق أسودان وسيمان من خدم بيت الشريف ، مسلحين بالرماح والخناجر ، ولم يكونا يسمحان لأحد بالاقتراب مني. ولم يكن السكان على أية حال مزعجين. ولست أدري كيف كانوا سيعاملون مسيحيا منفردا (لا يتمتع بحماية الشريف الأكبر) ؛ ولكنهم كانوا يحترمون كوني ضيف أميرهم ، ويظهرون لي احتراما كبيرا ، واعتبارا واضحا.
كان التجار يدعونني إلى الجلوس في حوانيتهم ، ويسرعون في الإجابة عن أسئلتي. كان الجميع يحيونني بأدب جم ، ولما خرج أحد الشباب في السوق (البازار) عن حدود اللياقة معي ، ردّه إلى الصواب أحد العبدين اللذين كانا يرافقانني بطريقة لن يعود معها في المستقبل إلى مثل ذلك. ولّما امتدت بي النزهة إلى / ٢٥٣ / الريف ، لاحظت مسجدا جميلا جدا يكاد يلتصق بالأسوار ، وفيه ضريح عبد الله بن