يمتطيان هجانين ، بينما كانت فرساهما تخبّان بحرّية في وسط القافلة. لم يكن بالإمكان بكل تأكيد أن نسافر برفقة أشخاص أكثر تقديرا من هؤلاء على أرض الإسلام المقدسة.
خرجنا من المدينة عبر الباب المقابل للباب الذي دخلنا (١) منه ، وقدّمت لنا هنا أيضا ، وللمرة الأخيرة ، التحية العسكرية من الحرس العثماني. ولم نكد نتجاوز
__________________
ـ أبي نميّ الذي حكم مكة ٦٠ سنة من ٩٣٢ ـ ٩٩٢ ه ، وكان ممتلك الوادي فنسب إليه. وذكر البلادي في معجم الحجاز ٨ / ١٠٢ أنه كان في مر الظهران (٣٠٠) عين ، وأنه أدرك" ٣٦" منها ... أما القرى ففي وادي مر الظهران اليوم ما يزيد على أربعين قرية ، وطوله (٢٠٨) كيلومتر. وانظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٣٨. وقد ذكر البلادي في : أودية مكة المكرمة ، موثق سابقا ، ص ٩ ـ ١١ جغرافيته وتاريخه ؛ وانظر مكة المكرمة في شذرات الذهب للغزاوي ، دراسة وتحقيق لبعض المعالم الجغرافية ، اختيار وتصنيف وتحقيق د. عبد العزيز صقر الغامدي ، ود. محمد محمود السرياني ، ومعراج نواب مرزا ، مطبوعات نادي مكة الثقافي ، ١٤٠٥ ه ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩. ويبدو أن أساس ما يذكره ديدييه من أن الوادي كان صدقة فاطمة الزهراء رضياللهعنها ما جاء في كتاب عرام بن الأصبغ السلمي : أسماء جبال تهامة وسكانها ، المنشور ضمن نوادر المخطوطات ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط. دار الجيل ، بيروت ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ، ١٤١١ ه / ١٩٩١ م ؛ إذ يقول عرام : " ... ومنها (أي من القرى في وادي مر الظهران) ، أم العيال : قرية صدقة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... وعليها قرية يقال لها : المضيق". ويميل محققو ما جاء عن مكة المكرمة في شذرات الغزي ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩ (الحاشية) أن الوادي منسوب إلى فاطمة بنت الشريف ثقبة بن رميثة ، وقد تزوجت ثلاثة أشراف كانوا يقطنون الوادي ، وقضت شطرا كبيرا من حياتها في الوادي ... وربما تكون هي التي أعطت الوادي اسمه الحالي.
(١) لعله باب الحزم الذي يؤدي إلى قصر شبرا ، وللطائف ثلاثة أبواب هي : باب الريع ، وباب الحزم ، وباب ابن عباس. وذكر تاميزييه في رحلته (النص الفرنسي) ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٧٣ أن الدخول إلى الطائف عبر ثلاثة أبواب : أولها في الجهة الشمالية الغربية ويسمى : باب مكة أو السيل أو الشريف. (والثاني) : باب السلامة ، ويقع في الجنوب الغربي ... والثالث هو أبو العباس (الصواب ، ابن عباس) ويشرف على جهة ـ