مات القنصل في يوم ٩ مارس (آذار) ، ودفن في اليوم العاشر من الشهر نفسه ، وفي اليوم الحادي عشر ، وبعد أن قمت بآخر واجباتي تجاهه ، كما يليق بأحد مواطنيه أن يفعل ، أبحرت / ٣١٠ / في الساعة التاسعة مساء ، مع رفيق رحلتي في مركب لينقلنا إلى السنبوك الذي استأجرناه ، والذي كان يرسو بعيدا في عرض البحر. وكانت أمتعتنا ومرافقونا قد سبقونا إليه.
كان البحر في أقصى الجزر ، وغاص مركبنا في الرمل وسط قنوات الملاحة ، وقد كان من المستحيل إخراجه منها ؛ وكان علينا أن نظل متسمرين في مكاننا خمس أو ست ساعات بانتظار المد. كان الليل رائعا ، والقمر بدرا ، ولكن البرد كان قاسيا ، ولمّا لم يكن معي معطف أو غطاء فإنني وجدت نفسي مضطرا لأن أتلفع بالشراع حتى لا أقاسي من البرد كثيرا. لم نصل السنبوك إلّا نحو الساعة الثانية أو الثالثة صباحا ، وفي الثامنة أبحرنا ، ونشرنا القلوع باتجاه سواكن.