الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلّابي ، أنا أبي ، نا أبي ، عن إسماعيل بن حمّاد ، عن عمر بن ذرّ قال : ما اعتذرت إلى أحد من شيء قطّ.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن حامد ، حدّثني أبو محمّد بن منصور ، نا محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرني علي بن عثّام ، عن إسماعيل بن سهيل قال :
جاء ذرّ بن عمر وقد اشترى كذا ومعه حمّال ، فسقط فمات ، فقيل لأبيه عمر وكان يكنى به : مات ذرّ ، قال : فجاء فأكب عليه ثم قال : ما علينا من موت ذرّ غضاضة وما بنا إلى أحد سوى الله حاجة ، ثم قال : جهزوا ابني ، فلما كان عند القبر قال : شغلنا يا ذرّ الحزن لك عن الحزن بك ، ليت شعري ما قيل لك ، وما قلت ، ثم قال : اللهم إنّي قد وهبت أجري من مصيبتي له ، فلا تعذّبه.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن حمدويه ، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا أحمد بن الخليل ، نا أبو طالب رجل من العرب من أهل مكة ، حدّثني ابن السّمّاك قال :
كان ذرّ بن عمر بن ذرّ جالسا على بابه فمات ، فجاءة ، فقيل لعمر : أدرك ذرّا فقد مات فجأة ، فخرج فوقف عليه فاسترجع ودعا له ثم قال : خذوا في غسل ذرّ وكفنه ، فإذا فرغتم فأعلموني.
فلما غسلوه وكفّنوه أعلموه ، فوقف عليه واسترجع ثم قال : رحمك الله يا ذرّ ، لم تكن مريضا فنسلاك ، ثم قال : رحمك الله يا ذرّ لقد أشغلني البكاء لك عن البكاء عليك ، والحزن لك على الحزن عليك ، ثم قال : اللهم فإنّي أشهدك أنّي قد وهبت له ما قصر فيه من حقي فهب لي ما قصّر فيه من حقك ، فإنّك أولى بالجود والكرم ، فلما دفن وقف على قبره ثم قال : رحمك الله يا ذرّ خلوت وخلي بك ، وانصرفنا عنك وتركناك ولو أقمنا عندك ما نفعناك (١).
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله السّنجي ـ بمرو ـ أنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزّاق بن عبد الكريم ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي ، أنا
__________________
(١) حلية الأولياء ٥ / ١٠٨.