أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى قال (١) : سمعت عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ قال : سمعت عمرو بن جرير الهجري (٢) صاحب محمّد بن جابر قال :
لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ قال أصحابه : الآن يضيع الشيخ لأنه كان برّا بوالديه ، فسمعه الشيخ فبقي متعجبا إنّي أضيع الله حتى لا يموت ، فسكت حتى واراه التراب ، فلمّا واراه التراب وقف على قبره يسمعهم فقال : رحمك الله يا ذرّ ما علينا بعدك من خصاصة ، وما بنا إلى أحد مع الله حاجة ، وما يسرّني أن أكون المقدّم قبلك لو لا هول المطّلع لتمنيت أن أكون مكانك ، لقد شغلني الحزن بك من الحزن عليك ، فيا ليت شعري ما ذا قيل لك ـ يعني منكرا ونكيرا ـ وما قلت ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إنّي قد وهبت حقي فيما بيني وبينه له ، اللهمّ فهب حقك فيما بينك وبينه له ، قال : فبقي القوم متعجبين مما جاء منهم ، ومما جاء منه من الرضا والتسليم لأمر الله عزوجل.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر.
قالا : أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، نا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي أحمد ، حدّثني أبي عبد الله ، قال (٣) :
قام (٤) عمر بن ذرّ القاضي (٥) على ابنه فقال : رحمك الله يا ذرّ لقد شغلنا الحزن لك عن الحزن لأنّا لا ندري ما ذا قلت وما ذا قيل لك ، اللهم إنّي قد وهبت له ما ضيع فيما افترضت عليه من برّى ، فهب له ما ضيع مما افترضت عليه من طاعتك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو علي الرّوذباري ، أنا أحمد بن كامل القاضي ، نا الحارث بن محمّد ، أنا أبو الحسن المدائني ، عن عمر بن عتاب ، عن محمّد بن حرب قال :
__________________
(١) حلية الأولياء ٥ / ١٠٩ من طريقه.
(٢) في الحلية : البجري ، وبهامشها عن نسخة : الهجري.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٥٦.
(٤) في تاريخ الثقات : قدم عمر بن ذر العاص على أبيه ذر.
(٥) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» : القاضي ، وفي تاريخ الثقات : «العاص» وفي الجميع تصحيف ، ومرّ : القاص.