لما دفن عمر ابنه وقف على قبره فقال : قد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك ، ليت شعري ، ما ذا تقول ، وما ذا يقال لك ، لو لا هول المطّلع لتمنّيت اللحاق بك ، اللهم إنّي قد وهبت له ما قصّر فيه من بري ، فاغفر له ما قصّر فيه من طاعتك.
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو نصر بن عمر ، نا حمدون بن الفضل ، نا محمّد بن عيسى (١) الطّرسوسي ، نا حامد بن يحيى البلخي قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول (٢) :
لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ قعد عمر بن ذرّ على شفير قبره وهو يقول : يا بنيّ شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ما قلت ، وما قيل لك ، اللهم إنّك أمرته بطاعتك وأمرته ببرّي ، فقد وهبت له ما قصّر فيه من حقّي ، فهب له ما قصّر فيه من حقك.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر المالكي ، نا حازم بن يحيى ، نا أحمد بن يونس ، عن عمر بن جرير ، قال :
لما مات ذرّ بن عمر بن ذرّ وقف على قبره فقال : يرحمك الله يا ذرّ ، ما علينا بعدك من خصاصة ، وما بنا إلى أحد مع الله حاجة ، وما يسرّني أنّي كنت المقدّم قبلك ، ولو لا هول المطلّع لتمنيت أن أكون مكانك ، وقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فيا ليت شعري ما ذا قلت وما ذا قيل لك ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إنّي قد وهبت حقي فيما بيني وبينه فاغفر له من الذنوب ما بينك وبينه ، فأنت أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، ثم انصرف ، فقال : فارقناك ولو أقمنا ما نفعناك.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن أبي عمر المكي ، نا سفيان قال :
لما مات ذرّ قال عمر بن ذرّ : شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ما قلت وما قيل لك ، اللهم إنّي قد وهبت له ما قصّر فيه من برّي ، فهب له ما قصّر فيه من حقك.
__________________
(١) «بن عيسى» ليس في «ز».
(٢) تهذيب الكمال ١٤ / ٦٤ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٨٨.
(٣) في «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.