ابن شبيب ، نا محمّد بن سلّام ، قال : وحدّثني محمّد بن الحارث ، قال : دخل ابن أبي ربيعة على عبد الملك قال : ما بقي من فسقك يا ابن ربيعة؟ قال : بئست تحية الشيخ ابن عمه على بعد المزار.
قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي بن ميمون الربعي ، أنا عبد الله بن عطية ، أنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف ، أخبرني علي بن بكر ، عن ابن الخليل ، عن عمرو بن زيد قال :
دخل ـ يعني عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ـ على عبد الملك فقال له عبد الملك : أيا فاسق ، فقال : بئس تحية ابن العم على شحط المزار ، وبعد الدار ، فقال : أيا أفسق الفاسقين ، أوليس قد علمت قريش أنك أطولها صبوة وأبعدها توبة ، أولست القائل (١) :
ولو لا أن تعنفني قريش |
|
مقال الناصح الداني الشفيق (٢) |
لقلت إذا التقينا : قبّليني |
|
ولو كنا على وضح (٣) الطريق |
فخرج مغضبا ، فيقال إنّ عبد الملك أتبعه صلة فلم يقبلها ، وسيّره عمر بن عبد العزيز إلى دهلك (٤).
وكان يقال : من أراد رقة النسيب والغزل فعليه بشعر عمر بن أبي ربيعة.
وقد روي عنه أنه حلف : أنه ما رأى فرجا حراما قط ، وقيل : إنّما دخل على عبد الملك بالحجاز.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل ، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو عكرمة عامر بن عمران بن زياد الضّبّي ، أنا الحرمازي أبو علي الحسن بن علي ، عن يونس النحوي قال :
__________________
(١) من أربعة أبيات في ديوانه ط : بيروت ص ٢٨٣.
(٢) عجزه في الديوان : وقول الناصح الأدنى الشقيق.
(٣) الديوان : ظهر الطريق.
(٤) دهلك : بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة ، جزيرة في بحر اليمن ، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة ، بلدة ضيقة حارة كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها (معجم البلدان).