الرحلة الاولى
الفصل الثاني عشر (من الكتاب الاول) (١)
الاستعدادات للسفر الى بغداد عن طريق الموصل (٢)
٤١ (٣) كان يسيطر على المناطق العربية «القريبة من حلب» في ذلك الحين اميران احدهما مغتصب ظالم والثاني امير شرعي (٤) وكان القتال بينهما سجالا ، وكانا يلحقان الاذى بالمسافرين ، الذين كانوا يضطرون إلى دفع الاتاوة للطرفين. لقد رأيت احدهما وقد نصب خيامه في ضواحي حلب ، فظهرت وكانها مدينة ثانية في جوار حلب ... ومن عادات الاعراب البدو ان يرتبوا كل شيء في خيامهم على نمط واحد ، والخيام هي محل سكناهم ، لكنها مدن متنقلة ...
جرت العادة ان تسافر (الخزنة) (Casne) في شهر رمضان الى بغداد. والخزنة هي عبارة عن الاموال اللازمة لدفع الرواتب الى الجنود. وقد وقع شهر رمضان في هذه السنة في شهر حزيران (١٦٥٦). فانتهزت هذه الفرصة لا سافر مع قافلة الخزنة ، وتأهبت للرحيل ، فاشتريت اربعة خيول ، واتخذت
__________________
* ابتدأنا بتعريف الرحلة من هذا الفصل حيث يبدأ الكلام عن دخول العراق.
* اعتاد سبستياني ان يسمي الموصل نينوى ، وبغداد بابل ، وهذه عادة نجدها في اغلب الرحلات الغربية. ففضلنا ان نسمي المدن العراقية باسمائها المعروفة ، الا عند ما يدور الكلام على نينوى القديمة او بابل الحقيقية.
(١) ابتدأنا الترجمة من صفحة ٤١ ، لان ما قبلها يتكلم عن بدء سفره من اوروبا الى حلب.
(٢) ان المؤلف يشير الى الحرب التي نشبت على اثر تعيين احمد باشا واليا لحلب ، فرفضه الحلبيون لجوره وبطشه فقدم الى المدينة وحاصرها ، بينما كان مصطفى باشا والي حلب يدافع عنها. الغزي : نهر الذهب في تاريخ حلب ج ٣ ص ٢٨٥.