الفصل السادس عشر
تكملة السفرة الى البصرة
في الايام الاولى من شهر ايلول مررنا بقريتين هما : المجر Maggiar وقصر (؟) Casser. وحدث هنا ان اقترب منا مركب قوي مزود باسلحة على متنه تاجر ارمني حلبي الاصل ، قادم من اسطنبول وقبلته البصرة ، وكانت غاية سفره استعادة مقدار من المال يبلغ مائتي الف قرش من والي البصرة كان قد اقترضها من اخيه. فدعا احد التجار الذين كانوا معنا ، وهو تاجر مسلم حلبي ايضا اسمه جبريل (او عبد الجبار؟ (Agebrail) فتمنيت ان انضم اليهم لاصل البصرة باسرع وقت ، لاني كنت اخشى ان اتأخر فلا اجد سفينة تقلني الى الهند. لكن صاحب المركب اعتذر متذرعا بان لا مكان عنده على المركب ، فبقيت حيث انا اتألم من الضجر والكسل والفوضى ، وتكرر ارتطام مركبنا يوما بعد يوم وكان الركاب يضطرون الى دفعه. ولذا كانوا يتذمرون ، واخذوا يجاهرون بانهم لن يدفعوا اجور السفر لانهم عوضوا عنها بأتعابهم ، وكادوا ان يعلنوا العصيان على ربان الدانك وعلى العسكريين.
ولما قاربنا منطقة البصرة ، لاحظنا تأثير المد والجزر في النهر ، بالرغم من بعدنا عن البحر اكثر من مئة ميل (فالاراضي العربية في تلك المنطقة منخفضة جدا). وكان اصحابي قد نزلوا الى اليابسة لارتطام الدانك من جديد ، وباءت المحاولات المتكررة لدفعه بالفشل (كما حدث سابقا اكثر من مرة).
وبعد مدة دفع تيار الماء الدانك الى مكان بعيد في الضفة الثانية ، فاضطر الركاب الى خلع ثيابهم وعاموا في النهر مع بعض الاعراب بعد ان تعلقوا بقطعة من الخشب ، وذهبوا الى حيث كان الدانك ، وكانت حركتهم بطيئة بسبب انحسار الماء على اثر الجزر ، وكانت الارض هناك طينية.