* وقال العلّامة ـ في اعتراضات عمر على النبيّ بسوء أدب ـ : « وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي ، في مسند عبد الله بن عمر بن الخطّاب : إنّه لمّا توفّي عبد الله بن أبي سلول ، جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فسأله أن يصلّي عليه ، فقام رسول الله ليصلّي عليه ، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله فقال : يا رسول الله! أتصلّي عليه وقد نهاك ربّك أن تصلّي عليه؟! فقال رسول الله : إنّما خيّرني الله تعالى (١) ... » (٢).
فقال الفضل : « غيّر الحديث عن صورته ، والصواب ـ من رواية الصحاح ـ أنّ عمر قال لرسول الله : أتصلّي عليه وهو قال كذا وكذا؟! وطفق يعدّ مثالبه وما ظهر عليه من نفاقه ، فقال رسول الله : دعني! فأنا مأمور ومخيّر ؛ فصلّى عليه ، فأنزل الله تصديقا لفعل عمر ونهيه عن الصلاة عليه قوله : ( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ... ) (٣) الآية ؛ وهذا من مناقب عمر حيث وافقه الله على فعله وأنزل على تصديق قوله القرآن ... » (٤).
فقال الشيخ المظفّر في جوابه : « قد روى البخاري هذا الحديث بألفاظه التي ذكرها المصنّف رحمهالله (٥) ، وكذلك مسلم في فضائل عمر (٦) ، وفي أوّل كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٧) .. فما نسبه الفضل إلى
__________________
(١) الجمع بين الصحيحين ٢ / ٢١٩ ح ١٣٣٥.
(٢) نهج الحقّ : ٣٣٨ ، وانظر : دلائل الصدق ٣ / ٥٠٣.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٨٤.
(٤) دلائل الصدق ٣ / ٥٠٣.
(٥) صحيح البخاري ٦ / ١٢٩ ح ١٩٠ و ١٩٢.
(٦) صحيح مسلم ٧ / ١١٦.
(٧) صحيح مسلم ٨ / ١٢٠.