وصفه الشيخ جعفر آل محبوبة بأنّه من العلماء الأبرار ، والمجتهدين الأخيار ، لم يناقش في ورعه وصلاحه ، وللناس فيه أتمّ الوثوق ، صلّى خلفه كثير من أهل الفهم والمعرفة ، ورجع إليه في التقليد جماعة من الناس ، تقرأ في غضون جبينه آثار الأبرار ، وتلوح على مخايله سمات أهل الورع ، يغلب عليه الهدوء والسكون.
ثمّ قال : رأيته رجلا صالحا نقي الضمير ، طاهر النفس ، متعفّفا ، صادقا في القول.
ووصفه صاحب شعراء الغريّ بقوله : عرفته معرفة حقّة ، واتّصلت بشخصه ـ شأن غيري ممّن اتّخذوا العلم صفة لهم ـ فوجدته إنسانا فذّا قد حصل على كافّة الصفات الطيّبة والخلال الحميدة ، قد نزّه عن كلّ ما يوصم به المرء من زهو وتدليس أو حبّ للظهور والغطرسة ، يتواضع للكبير والصغير بصورة لم تفقده قوّة الشخصية ، وجلال الزعيم ، ولطف مزاجه حتّى عاد كالزجاجة الصافية التي لا درن عليها أو غبار ، وبهذا أخذ بمجامع قلوب مختلف الطبقات ورجال الدين ، وقلّ من حاز على رضا الناس إلّا هو وأفراد يعدّون بالأصابع قد تجرّدوا عن زهو الحياة وزخرفها ، وابتعدوا عن كلّ ما يوجد الريبة والشكّ ، وتمشّى باحتياطه في سيرته حتّى لا يكاد أن يتطرّق الوهم إلى نفسه ، فقد بلغ مرتبة من الصفاء والتجرّد أهّلته أن يرتفع في جوّه الذي زخر بالأصفياء والأولياء ارتفاعا بيّنا ، ويظهر في مجتمعه الذي كثر فيه مراجع الدين ظهورا دون أن يرغب به أو يقصده ، وكم جاءه المال فتغاضى عنه ، واتّبعته الزعامة فأعرض عنها ، وهو بقية السلف الصالح الّذين تتواتر عنهم القصص والأخبار بهذا الشأن.
ثمّ قال : عرفته معرفة جعلتني أكبر مقامه لا لغاية ، وأحبّه لا لقصد ،