سوى ما احتفظ به من شخصية رصينة محكمة الروح والعقل ، محكمة الدين والخلق ، لهذه الصفات أحببته وأحبّه الآلاف مثلي من الّذين لم يحترموا إلّا الحقّ والعدل والدين ، ولهذه الصفات أكبرته ؛ لأنّه سخر بالزعامات المزيّفة ، والشخصيات المرهّلة ، والنفسيّات التي أتعبت هواها فقادها إلى مصير مظلم وهوّة عميقة من محاسبة الله والضمير ، ولهذه الصفات عرفت أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ... ليعيد إلى النفوس الساخطة اطمئنانها ، والقلوب المرتبكة سكونها ، والعقائد المتزلزلة إرجاعها ، لهذه الصفات أصبح المترجم له علما من أعلام الدين ، لا يرجع له إلّا من عرف الله وتبع تعاليم الدين الصحيحة.
وقال في حقّه الشيخ محمّد شيخ الشريعة ـ من علماء باكستان ، بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة شيخنا الفقيد ، والتي أقيمت في النجف الأشرف ـ : اعتدت ألّا أكتب إلّا ما يترجم شعوري ، وأبتدئ بإرضاء ضميري قبل غيري ، فحقّا أقول : إنّا فقدنا بارتحال شيخنا الأعظم آية الله المظفّر أطهر وأطيب وأزكى شخص عرفته في حياتي ، وأعتقد أنّ الهيئة العلمية الدينية النجفية والجامعة الإسلامية العامّة قد انثلمت بوفاة فقيدنا الأكبر ، فقد كان منهلا لروّاد العلم ، ومقتدى للمؤمنين ، وأبا بارّا للمسلمين.
ثمّ قال : لا يجتمع التواضع والمرونة مع الكبرياء ولكنّهما يجامعان العظمة ، فقد كان رحمهالله عظيما متواضعا ، مهاب الجانب محبوبا ، يغمر جليسه بعظمته الروحية الأخلاقية ، ويصهره حتّى يصبح منطق الجليس نزيها عاريا من الغمز واللمز ، فلم تكن ترى في مجلسه غير الأدب الديني من دون أن يحدّد أحدا في منطقه ، إذا ذهبت إليه بحاجة كان يتضاءل كأنّه