عمّا نسب إليهم المبطلون من المطاعن ، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم ، ورأى ذلك مجانبا للإيمان » (١).
أقول :
لكنّ المنصف إذا تأمّل في هذه الكلمات ومناقشاته في استدلالات العلّامة ، حصل له الشكّ والتردّد في صدق الفضل في مقاله بأن لا اهتمام له بالذبّ عن معاوية ، لا سيّما بالنظر إلى قوله بالنسبة إلى الأخبار والحكايات التي استدلّ بها العلّامة : « لم تصحّ بها رواية ، ولم يقم بصحّتها برهان » ..
بل قوله في قضيّة سبّ معاوية لأمير المؤمنين عليهالسلام : « أمّا سبّ أمير المؤمنين ـ نعوذ بالله من هذا ـ فلم يثبت عند أرباب الثقة ، وبالغ العلماء في إنكار وقوعه ، حتّى إنّ المغاربة وضعوا كتبا ورسائل ، وبالغوا فيه كمال المبالغة ... » (٢) يدلّ بوضوح على كونه في مقام الدفاع عن معاوية بكلّ اهتمام! وذلك لوجود أخبار سبّ معاوية لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وحثّ الناس على ذلك ، في كثير من الكتب المعتمدة عند القوم ، حتّى في الصحاح! ..
أخرج مسلم في صحيحه : « أمر معاوية سعدا فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟! فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول له ـ وقد
__________________
(١) دلائل الصدق ٣ / ٣٩٨ ـ ٤٠٠.
(٢) دلائل الصدق ٣ / ٣٨٥.