في عدم الاهتمام بالذبّ عن معاوية والجواب عن مطاعنه ، فقد وجدنا في كلامه المذكور :
١ ـ يصف معاوية ب « كاتب وحي رسول الله » ، وهو ما يزعمه أولياؤه له ، وهو ممّا لا أساس له من الصحّة ، ولا نصيب له من الحقيقة ..
٢ ـ يدعو إلى الكفّ وحفظ اللسان عنه ، بل يرى أولوية ذكره بالخير ، ولذا قال ـ في جواب رواية العلّامة « إنّ معاوية قتل أربعين ألفا من المهاجرين والأنصار وأولادهم .. » (١) ، وروايته دخول أروى بنت الحارث ابن عبد المطّلب على معاوية وقولها له : « لقد كفرت النعمة ، وأسأت لابن عمّك الصحبة ، وتسمّيت بغير اسمك ، وأخذت غير حقّك ... » (٢) ـ : « إنّ هذه الحكايات والأخبار التي لم تصحّ بها رواية ، ولم يقم بصحّتها برهان ، ترك ذكرها أولى وأليق ، سيّما أنّها متضمّنة لنشر الفواحش وعظام هذه الجماعة رميمة ، ولم يبق لهم آثار ... » (٣).
٣ ـ ويقول بأنّه رجل من الصحابة وصحبته ثابتة ، مشيرا إلى ما كرّره في كتابه من وجوب تعظيم الصحابة كلّهم! ومن ذلك قوله : « مذهب عامّة العلماء أنّه يجب تعظيم الصحابة كلّهم ، والكفّ عن القدح فيهم ، لأنّ الله عظّمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه ... والرسول قد أحبّهم وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة ... ثمّ إن من تأمّل سيرتهم ، ووقف على مآثرهم وجدّهم في نصرة الدين ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، لم يتخالجه شكّ في عظم شأنهم ، وبراءتهم
__________________
(١) دلائل الصدق ٣ / ٣٩٣.
(٢) دلائل الصدق ٣ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤.
(٣) دلائل الصدق ٣ / ٣٩٥.