في قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)(١) ، قال : نجعلك على نجوة من الأرض ، كي ينظروا فيعرفوا أنك مت (٢)(٣).
حكى ابن أبي عاصم ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص ، قال : ثنا عبد الله بن أيّوب ـ وكان شيخا فاضلا ، من خيار من كان ها هنا ـ قال : سمعت أبا سفيان صالح بن مهران يحكي عن عصام جبر صاحب سفيان ، قال : سمعت سفيان الثوري (يقول) (٤) : لقد غيّر الدّين ، وبدّل السنّة ، أو قال : ترك الدّين ، وغيّر السنّة وأراه حلف عليه ، يعني أبا حنيفة (٥) ، وبلغني أن جبر كان من برخوار من قرية بلومية (٦).
وسبى الديلم عجلان ، فلما وقع أصحاب أبي موسى على الديلم فسبوهم ، سبوا هؤلاء معهم ، فوقع في سهم مرة بن همدان ، فأسلم معهم ، وتبنك (٧) بالكوفة ، فولد يزيد ومزيدا جميعا بالكوفة ، ثم رجع بعد مدة طويلة الى بلده (٨) ونعمته ، وكانت نعمته باقية ، وسمع بالكوفة من سفيان الثوري ، وزائدة ، وشريك ، وأبي الأحوص ، ومالك ، وابن أبي ذئب ، ومبارك بن فضالة ، ويعقوب القمي ، والفرج بن فضالة ، ويقال : إنّه صحب سفيان الثوري
__________________
(١) يونس ، آية «٩٢» وتمام الآية(لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ).
(٢) في أ ـ ه «ميت».
(٣) أورده السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ٣١٦ ، وقال : أخرجه ابن الأنباري وأبو الشيخ.
(٤) بين الحاجزين زدته تكملة للعبارة.
(٥) تقدم قبل قليل أنّه كان بينهما شيء من المنافرة والنزاع ، ولا يلتفت إلى مثل هذه الأقوال إن صح نسبتها إلى قائليها.
(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٦ ، وبرخوار بالضم ، ثم السكون ، وخاء معجمة مضمومة ، وواو وألف وراء من نواحي أصبهان ، تشتمل على عدة قرى منها : ـ بلومية ـ بتخفيف اللام ، وكسر الميم ، وياء خفيفة. انظر «معجم البلدان» ١ / ٣٧٤ و ٤٩٢.
(٧) تبنك : أي أقام.
(٨) كذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٦ ، وعند الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٤٩٢.