العلم (١). قال : وقال أبو سفيان : السكوت زين للعالم (٢) ، (و) ستر للجاهل ، وقال محمد : عن أبي سفيان ، قال : وضعوا مفاتيح الدنيا على الدنيا ، فلم تنفتح (٣) ، فوضعوا عليها مفاتيح الآخرة ، فانفتحت (٤).
وحدثنا أبو عبد الله (٥) محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : سمعت أبا سفيان يقول : الورع ورعان : ورع صواب ، وورع أحمق : فأمّا الصواب : أن تقول للرجل : من أين جئت؟ فيقول : من السوق ، والورع الأحمق أن يقول : من أين جئت؟ فيقول : من السوق (٦) إن شاء الله (٧).
ذكر عبد الله بن سيده (٨) ، عن محمد بن عاصم ، قال : سمعت أبا سفيان يقول : إذا رأيت العالم لا يتورع في علمه ، فليس لك أن تأخذ عنه. قال : وكل عمل عمل لغير الله ، فهو ذنب على عامله ، والإخلاص اليقين (٩).
حدثنا أبو بكر بن الجارود ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثني أبو سفيان ، عن محمد بن يوسف (١٠) ، أنّه كان يقول : ربّي الّذي يقضي ، ولا يقضى عليه ، وهو أحد (١١) باق ، وإليه المصير (١٢).
__________________
(١) كذا في المصدرين السابقين ، و «الحلية» ١٠ / ٣٩١.
(٢) الواو : من أ ـ ه ، وفيه «زين العالم ، وستر الجاهل».
(٣) في أ ـ ه : فلم تفتح بدون النون.
(٤) كذا في المصدرين السابقين.
(٥) هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.
(٦) في «الحلية» ١٠ / ٣٩١ : «من المسجد» ، بدل من السوق.
(٧) كذلك في «الحلية» ١٠ / ٣٩١ ومعناه : أنّه من الحمق زيادة المشيئة تورعا فيما مضى ، ووقع مع يقينه به.
(٨) عبد الله بن سيده بن الوليد : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٨ / ٣ ، وقال : ثقة.
(٩) كذا في «الحلية» ١٠ / ٣٩١.
(١٠) انظر ترجمته في المصدر السابق ٨ / ٢٢٥ ـ ٢٣٧. راجعه ، ولقّبوه بعروس الزهاد.
(١١) في أ ـ ه : «بان» ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل ، وكذا جاء في «الحلية» ٨ / ٢٣٢.
(١٢) انظر المصدر السابق ٨ / ٢٣٢ لأبي نعيم.