يوسف الأصبهاني يختلف إليّ عشرين سنة ، لم أعرفه يجيء إلى الباب ، فيقول : رجل غريب يسأل ، ثم يخرج حتى رأيته يوما في المسجد ، فقيل : هذا محمد بن يوسف الأصبهاني ، فقلت : هذا يختلف إليّ مذ عشرين سنة لم أعرفه (١) ، وفي غير هذا الحديث قال : قدم ابن المبارك (٢) المصّيصة (٣) فسأل عنه ، فلم يعرف ، فقال ابن المبارك : من فضلك لا تعرف(٤).
حدثنا أبو محمد (٥) بن أبي حاتم الرّازي ، قال : ثنا أحمد بن عصام ، قال : بلغني أن ابن المبارك كان يسمي محمد بن يوسف عروس الزهاد (٦). وحكى محمد بن يحيى عن بعضهم ، قال : رأيت محمد بن يوسف يدفن كتبه ويقول : هب أنك قاض ، فكان ماذا ، هب أنك مفت فكان ماذا ، هب أنك محدث فكان ماذا (٧).
حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبو سفيان (٨) ، قال : قال محمد بن يوسف : ليس هذا بزمان يبتغى فيه الفضل ، هذا زمان يبتغى فيه السلامة (٩) ، قال : وسمعته يقول : لقد خاب من كان حظه من الله عزوجل الدنيا (١٠).
__________________
(١) انظر «الحلية» ٢ / ٢٢٦.
(٢) هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن ، ثقة ، إمام ، توفي سنة إحدى وثمانين ومئة. انظر «التهذيب» ٥ / ٣٨٢ ـ ٣٨٧.
(٣) تقدم تحديدها قريبا.
(٤) كذا في «الحلية» (٨ / ٢٢٦).
(٥) هو عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، تقدم في ت ٣٨ ، وأحمد بن عصام : سيأتي بترجمة ٢٤٨.
(٦) كذا في «الحلية» ٢ / ٢٢٦ ، وفيه «العباد» بدل الزهاد.
(٧) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧١ ، وزاد أنه أقبل على التوحد والتعبد ، وآثر الخمول واتباع منهج الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفي «الحلية» (٨ / ٢٢٧).
(٨) هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥.
(٩) كذا في «الحلية» (٨ / ٢٣٣).
(١٠) كذا في المصادر السابق ٨ / ٢٣١ و «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣.