وشمّر شمر في احتزاز كريمه |
|
فأغمد في أوداجه ماضي الشبا |
وأجرى على أعضائه نجل حبوة |
|
عتاقاً فرضت منه صدراً ومنكبا |
( ٤٥ ) وظلّ ثلاثاً عارياً جانب العرى |
|
عفيراً بقاني نحره متخضّبا |
فلهفاً وقد مرّ الجواد بندبه |
|
خليّاً من الندب الجواد إلى الخبا |
فأبصرنه تلك العقائل فاغتدت |
|
على حرّ وجهٍ في الفدافد شعّبا |
وعاثت بها أرجاس حرب فأصبحت |
|
أيادي سَبا في ذلّة الأسر والسِبا |
فذا سالب درعاً وذا ناهب رداً |
|
وذا لاطم خدّاً وذا شاتم أبا |
( ٥٠ ) ومن بينهم ذات المفاخر زينب |
|
وحشو حشاها قدح زند تلهّبا |
تحنّ على القتلی وتندب صنوها |
|
وحقّ عليها أن تحنّ وتندبا |
تنادي به يا بدر تمّ فمذ بدا |
|
باُفق ربوع الطفّ في تربه خبا |
ويا شمس سعد قد تكامل نورها |
|
دهاه غمام الكسف حتی تغيّبا |
ويا بحر جود لا نضاب لمدّه |
|
فأردى به ريب الزمان فنضّبا |
( ٥٥ ) يا منهلاً صافي الورود تواردت |
|
عليه يد البأسا فما طاب مشربا |
ويا منزلاً بين المنازل لم يزل |
|
خصيباً ومن صرف المعاطب أجدبا |
ويا كهف عزّلا يذلّ نزيله |
|
فهدّمه وقع البلا واغتدى هبا |
ويا أسداً ما ضمّه الغاب خيفة |
|
تحامى عليه الوحش حتى تغيّبا |
ويا خير طرف ماكبا في كريهة |
|
فمذ أدركته العاديات تنكّبا |
( ٦٠ ) ويا عضب حتف ما نبا في كتيبة |
|
فعاوره قرع الكتائب فانتبا |
أخي بعدك الدين الحنيفيّ قد غدا |
|
على رغم آناف الهدى متشعّبا |
أخي كيف تلتذّ الكرى مقلتي وقد |
|
رأت رأسك السامي برمح مركّبا |
وأهنا بلذّات المعاش وأنت في |
|
ربىٰ كربلا ناء المزار مغربا |
طريحاً تطاك العاديات عداوة |
|
فأمسيت من فوق التراب مترّبا |
( ٦٥ ) سليباً فلولا ما أثارت يد الصبا |
|
غريباً ولولا زائر الوحش والظبا |
أخي قد قضى الباري وسبّب ذلّتي |
|
فصبراً على ما قد قضاه وسبّبا |
أخي مَن مغيثي في الزمان ومن يكن |
|
معيني إذا خصمي عليَّ تغلّبا |
أخي ما جرى في خاطري أنني اُرى |
|
أسيرة أرجاس ولا دار لي ببا |
ولا صار في وهمي بنات محمّد |
|
يسار بها قهراً عطاشاً ولغّبا |